اسم الکتاب : الوساطه بين المتنبي وخصومه ونقد شعره المؤلف : الجرجاني، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 465
يريد: كأن أصواتَ أواخر الميْس، فأما في هذا فلا يجوز الفصل بينهما؛ لأنهما كالاسم الواحد.
قال المحتج: لقد أجاز الفرّاء هذا وأنشد فيه:
ترى النّور فيها مدخل الظل رأسَه ... وسائره باد الى الشمس أجمع
والرواية المشهورة رأسَه - بالنصب - وأنشد أبو عبيدة:
تفرق آلاف الحجيج على منى ... وصدعهم مشي النوى عنك أربع
أراد: وصدعهم النوى عنك مشي أربع ليال. وأنشد أيضاً:
وحلَق الماذيّ والقلانِس ... فداسهم دوْس الحصاء الدائس
وقال آخر:
يفرُك حَبّ السُنْبل الكُنافِج ... بالقاع فرْك القطن المحالج
ومما يقارب هذه الأبيات، مما يحتاج في بعضها الى تبيين وكشف، ويتجه في بعضها الطعنُ عليه، ويضعف في بعضها الاحتجاج عنه قوله:
هَذي برزْتِ لنا فهِجْتِ رَسيسا
قالوا: حذف علامة النداء من هذي؛ وحذفُها خطأ؛ لأن هذي تصلحُ أن تكون نعتاً لأي، وكل معرفة تصلح جاز أن تكون نعتاً لأي، فحذفُ علامة النداء منه غير جائز.
قال المحتج: هذا لعمري أصل القياس في النحو؛ غير أن ضرورة الشعر تجيز
اسم الکتاب : الوساطه بين المتنبي وخصومه ونقد شعره المؤلف : الجرجاني، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 465