اسم الکتاب : النقد الأدبي ومقاييسه خلال عهد الرسول وعصر الخلافة الراشدة المؤلف : محمد عارف محمود حسين الجزء : 1 صفحة : 283
ومن ناحية المعاني فقد وصف عمر معانيه بالصحة والصدق.
ومن ناحية منهج الشاعر فقد وصف عمر زهيرا بالتزام الحق والصدق، والاعتدال والقصد، والتباعد من الإفراط والعلو.
ومن ذلك - أيضا - ما روي أن عمر رضي الله عنه كان يكثر من ترديد بيت زهير:
فإن الحق مقطعه ثلاث ... يمين أو نفار أو جلاء1
متعجبا من علمه بالحقوق، وتفصيله بينها، واستيفائه أقسامها، وكان يقول: "لو أدركت زهيرا لوليته القضاء لمعرفته"[2]، وأية معرفة في دائرة الحق واقتضاء الحقوق أدق من التقاء فكر زهير في جاهليته مع ما ارتضاه الإسلام قاعدة بعد ذلك، وما قرره من مبدأ: "البينة على من ادعى واليمين على من أنكر"[3].
واستحسان عمر لبيت زهير قائم على أساس ديني؛ لأنه - أي بيت زهير - يلتقي مع أصل من أصول التشريع الإسلامي.
وشبيه بهذا الاستحسان - في قيامه على أساس ديني - نقده لشعر سحيم عبد بني الحَسحاس حين أنشد عمر قصيدته التي مطلعها:
عُميرة ودّع إن تجهّزت غازيا ... كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
- وذلك بقوله: (لو كنتَ قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك) .
وهنا يضع عمر في حكمه ما تقتضيه متطلبات الدين الجديد التي تفرض على الإنسان أن يقدم الدين على كل ما عداه.
1 يعني: يمينا، أو نفارا إلى حاكم يقطع البينات، وهو بيان وبرهان يجلو به الحق وتتضح الدعوى. [2] خزانة الأدب: 2/182. [3] في النقد الأدبي عند العرب: 84، للدكتور محمد طاهر درويش، ط دار المعارف - مصر.
اسم الکتاب : النقد الأدبي ومقاييسه خلال عهد الرسول وعصر الخلافة الراشدة المؤلف : محمد عارف محمود حسين الجزء : 1 صفحة : 283