اسم الکتاب : المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف : حامد عونى الجزء : 1 صفحة : 171
جمع بين هذه الأشياء الثلاثة في حكم واحد هو تألقها كالنجوم، يهتدى بها في دياجير الأحداث والمحن.
10- التفريق:
هو أن يفرق المتكلم بين أمرين متدرجين تحت جنس واحد, كقول الشاعر:
ما نوال الغمام وقت ربيع ... كنوال الأمير وقت سخاء
فنوال الأمير بدرة عين[1] ... ونوال الغمام قطرة ماء
فالأمران هما "النوالان" وقد اندرجا تحت جنس واحد, وهو "العطاء" ففرق الشاعر بينهما في المنزلة, إذ جعل نوال الأمير فوق نوال الغمام، من حيث إن الأول يحل منفعة عن الثاني, وكقول الآخر:
من قاس جدواك بالغمام فما ... أنصف في الحكم بين مثلين
أنت إذا جدت ضاحك أبدًا ... وهو إذا جاد دامع العين
فرق بين الجمودين، مستندًا في التفريق إلى ما ابتدعه من هذا التعليل الجميل.
11- التقسيم:
هو أن يذكر متعدد، ثم يضاف إلى كل من آحاده ما يخصه على التعيين, وبهذا القيد يفترق عن اللف والنشر إذ لا تعيين فيه, بل هو موكول إلى الأفهام كما ذكرنا. مثال التقسيم قول الشاعر:
ولا يقيم على ضيم يراد به ... إلا الأذلان عير الحي والوتد2
هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يرثي له أحد
ذكر متعددًا وهو "العير والوتد" ثم أضاف إلى الأول "الربط على الخسف" وهو الذل، وأضاف إلى الثاني "الشج بلا هوادة".
12- المبالغة:
هي أن يدعى بلوغ وصف في الشدة، أو الضعف حدًّا يستحيل، أو يبعد. [1] البدرة: كيس فيه عشرة آلاف درهم.
2 الأذلان: مثنى الأذل, وهو المهين الحقير, والعير: الحمار، والوتد ككتف: ما يسمر في الأرض من الخشب، والرمة بضم الراء: قطعة من الحبل.
اسم الکتاب : المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف : حامد عونى الجزء : 1 صفحة : 171