responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف : حامد عونى    الجزء : 1  صفحة : 110
في المستقبل, ثم اشتق منه {أَتَى} بمعنى "يأتي" على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية. ومثله قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} فمما لا شك فيه أن النداء المذكور إنما يكون في الدار الأخرى, فكان سياق الكلام أن يقول: وينادي أصحاب الجنة، لكنه عبر بصيغة الماضي تجوزًا.
وإجراء الاستعارة فيه على نحو ما سبق في {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} فيقال: شبه النداء في المستقبل بالنداء في الماضي في تحقق الوقوع، ثم استعير "لفظ النداء في الماضي" بعد التناسي والادعاء للنداء في المستقبل، ثم اشتق منه "نادى" بمعنى ينادي على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
وكما تستعمل صيغة الماضي في المستقبل -كما مثلنا- تستعمل صيغة المضارع في الماضي كما في قوله تعالى: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} فالرؤيا المذكورة وقعت "بالفعل" فكان سياق الكلام أن يقول: "إني رأيت" لكنه عبر بـ {أَرَى} تجوزًا في العبارة.
وتقرير الاستعارة فيها أن يقال: شبهت الرؤيا الماضية بالرؤيا الحاضرة في استحضار الصورة الغريبة, وهي صورة ذبح إبراهيم -عليه السلام- لابنه, ثم استعير لفظ الرؤيا في الحاضر للرؤيا في الماضي، ثم اشتق منه {أَرَى} بمعنى "رأيت" على سبيل الاستعارة التبعية, وعلى هذا يقاس.

اسم الکتاب : المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف : حامد عونى    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست