اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 718
والتغاضي عن جميع الآثار التي تزين متاحفها ومتاحف العالم، خوف يدعو إلى القهقهة وإنا ندعو الدكتور إلى الاطمئنان، فالعروبة كما يعلم قد دخلت في ماضيها مصر ولم تهدم أبا الهول ولا الأهرام.
وكم كنت أحب أن يكون الدكتور قد استغنى عن هذا التصريح الذي أذعته بخصوص حديثه مع الدكتور نجيب صدقة وأظهر عليهم غضبا لأنهم لم يستأذنوا في نشر ما نشروا فقد أتشمم من وراء ذلك أن الدكتور يقول في سره ما لا يقول في علانيته، وأنا لا أقبل أن أعتقد بأن فيه شيء من الدجل بعد أن ثبتت لي عادته الكريهة في استغباء القراء.
ولنا كلمة إلى الدكتور هي أن يقوي ثقته بالشعب المصري فثقته به ضعيفة إلى حد بعيد، فالمصري عنده يمتاز بتسرعه وإهماله وخفة دمه لا يستطيع إجهاد نفسه في قراءة بحث مفيد والمصري عنده يأنف وتقاعس عن القيام بالأعمال البسيطة التي تسهل للمرء سبيل الحياة "المكشوف 175" وكل هذا كلام ينصف الشعب المصري من ناحية وفيه ما هو غير صحيح من ناحية أحرى وفيه أيضًا ما يرتد ارتدادًا على طه حسين ولا شك أن الشعب المصري شعب كبير فيه كوامن نهضة جبارة إذا حطمت عنه كوابيسه يا دكتور.
6- محمود شاكر: تقارض المقالات 1:
قرأت أخيرًا مقالتين إحداهما للدكتور طه والأخرى للأستاذ أحمد أمين وهما بهذا العنوان "رحلة" وقد تعود الأستاذان أن يتقارضا المقالات منذ أسابيع طويلة, وأكثرا من ذلك إكثارًا لا يمكن أن نغضي عنه، وكنت أحب ألا أعرض له لعله ينتهي إلى نهايته، فإذا هو شيء لا ينقطع
1 الرسالة 29 فبراير سنة 1940.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 718