responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 697
لرثيت طه حسين فإنه يخيل إلي أنه قد مات طه الذي عرفته وأحببته وأكبرته وجاء غيره الذي أنكره.
زكي مبارك؛ هل مات طه حسين 1:
شغلت الأندية الأدبية بالنضال الممتع أو الخطاب النفيس الذي وجهه الأستاذ إبراهيم المازني[2] إلى الدكتور طه حسين. ومن النادر أن يخرج الأستاذ المازني من صومعة السخرية بالحياة والأحياء ليكتب مثل هذا الخطاب وأغلب الظن أن الدكتور طه حسين لم يكن ينتظر ذلك الذي صب على رأسه صاحب "خيوط العنكبوت" ولكن الدكتور طه حسين يعاني في أعوامه الأخيرة أزمة روحية لم يشهد مثلها من قبل فقد تفرق عنه أصحابه جميعًا، ولم يبق حوله غير المراثين المشغفين الذين يعز عليهم أن يتركوه للوحدة والاكتئاب، وهو يحاول اليوم رأب ما صدعته الأثرة والغفلة عن عواقب الإجحاف وسبيله إلى ذلك أن يتخذ محطة الإذاعة مطية لوصف المؤلفات الجديدة على طريقة شوبش يا حبايب.
إنه لا يسرف في المدح حبا في تشجيع المؤلفين ولكن يريد أن يمدحهم جميعًا ليؤلف منهم جمعية أدبية يقارع بها خصمه الذي يعرفون.

1 البلاغ 3 يناير 1936.
[2] ردد زكي مبارك كلمة المازني "وإني لأحدث نفسي أحيانًا بأني لو كنت أقول الشعر في هذه الأيام لرثيت طه حسين، فإنه يخيل إلي أنه قد مات طه الذي عرفته وأحببته وأكبرته وجاء غيره الذي أنكره" ثم قال:
فإن كان المازني يود أن ينظم قصيدة في رثاء الدكتور طه حسين فأنا والله أولى منه بتأدبة هذا الواجب فقد كان لي صديق اسمه طه حسين صاحبته عشر سنين، وكان كما وصفه الأستاذ المازني حلو الشمائل دمث الطباع ثم ضيعته الأيام.
وأقسم ما تذكرت طه حسين القديم إلا تشوقت إليه فقد كان رحمه الله مثل المروءة والوفاء أما طه حسين الجديد فهو لا يرعى العهد ولا يحفظ الجميل.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 697
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست