اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 678
بهذا الفصل البديع الذي كتبه منذ أيام فحدثنا فيه عن النقد والطربوش وزجاج النافذة وعما تحمل الأرض من وحل وما تمطر السماء من مرق.
وسؤال آخر أحب ألا يغضب صديقي المازني حين أسوقه إليه، ما باله يطغى على نفسه ويسرف عليها في الطغيان ويصورها هذا التصوير الذي لا يلائمها بحال من الأحوال والذي لا نحبه لها، فهل من الحق أنه هياب إلى هذا الحد؟ كلا ولكنه يحب أن يعبث بنفسه فيسرف في العبث وأكبر الظن أننا إن حدثاه في ذلك ضاق بنا وسخر, وخشي أن لا يكون لشيء من هذا كله أصل ولا فرع كما يقولون، وأن يكون المازني قد أراد نقد الكتاب الذي طلب إليه نقده فمضى به الخيال، ومضت به الدعاية إلى هذه الأزقة الضيقة الملتوية يبحث فيها عن الكتاب وصاحب الكتاب، فلم تفد إلا أن فقد طربوشه وأضاع على صاحبه الشيخ زجاج نفاذته ولم يجن لنفسه ولا لصديقه المؤلف شيئا، وويل للكتاب والمؤلفين من دعاية المازني ومجونه, وويل للكتاب والمؤلفين من ألغاز المازني ورموزه بل ويل للمازني نفسه من طغيان خياله وجموحه فإن في هذا الجسم النحيل الضئيل، جسم هذا الرجل الهادئ الوديع ماردًا لا كالمردة وشيطانا لا كالشياطين.
3- من زكي مبارك إلى طه حسين:
أنا أعرف الدكتور طه حسين[1] أقسم جهد اليمين ليمسخن كتابي مسخا وليمحونه من الوجود وليصيرن اسم زكي مبارك مرادفا لاسم عيسى بن هشام، اسمع ما يقول الدكتور طه حسين: [1] البلاغ 30 مارس 1934.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 678