اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 615
وأخيرًا أوجه خطابي إلى الأستاذ العقاد قائلا:
إنك للمرة الأولى تخاطبني بهذه اللهجة التي كنت تخاطب بها الرافعي رحمه الله.
أبهذه السرعة تضع الناس في صف أعدائك، لعلك لفرط ما قاسيت من شر الناس ولقلة ما وجدت من خيرهم، أصبحت مثل "هملت" تستل سيفك لتضرب من خلف الأستار دون أن تتبين الوجوه فطعنت صديقا وأنت لا تدري.
6- عباس محمود العقاد؛ صداقات الأدباء 1:
والأستاذ توفيق الحكيم أراد الصفاء بين جميع الأدباء فهل أراد شيئا يكون في هذه الدنيا؟ وهل أراده حقا؟ وهل توصل إليه بوسيلته المثلى؟ إن ثلاث "لاءات" مفحمات هي أصدق جواب على هذه الأسئلة الثلاث، فالصفاء بين جميع الأدباء معناه الصفاء بين الناس وليس هذا بميسور ولا هو بلازم للأدب والأدباء.
فالأستاذ توفيق الحكيم هنا لم يطلب شيئا يجاب.
ولكن نعود لنسأل: هل طلبه حقا؟ وهل اجتهد في تحقيقه فتوصل إليه بوسيلته المثلى؟
إن الذي يطلب الصفاء لا يبحث عن أسباب الكدر بملقاط ليخلقها خلقا بين رجلين على أحسن ما يكون من الصفاء.
أهدي إلى الدكتور طه حسين قصة "دعاء الكروان" فجعلت هذا الإهداء موضوع مقال من أعماق النفس في معنى الكروان ودعاء الكروان وذكريات
1 الرسالة أول يونيه 1933.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 615