responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 60
التبادل الثقافي بينهما وترون "من المفيد أن يكون تعاونا اقتصاديا وحتى تحالفا عسكريا" بين تلك الأقطار. غير أنكم لا ترضون وحدة سياسية، سواء أكانت "بشكل إمبراطورية جامعة" أم على طراز "اتحاد مشابه للاتحاد الأمريكي أو السويسري" وعللتم آراءكم هذه بقولكم: "إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين وأنها ستبقى كذلك. بل يجب أن تبقى وتقوى".
قرأت هذه الآراء بدهشة غريبة لأنني استبعدت صدورها منكم كل الاستبعاد. وقلت في نفسي "لعل الكاتب نقلها على غير حقيقتها" ... أو لعل الدكتور أراد أن يمتحن هؤلاء الشبان. ويتأكد من مبلغ إيمانهم بالقضية، فالآراء التي أدلى بها ربما كانت من نوع الآراء الجدلية التي ترمي إلى حمل المخاطب على التعمق في التفكير، فوجدت نفسي تجاه هذه الملاحظات بين عاملين مختلفين: عامل يدفعني إلى الإسراع في مناقشة هذه الآراء لكي لا أترك مجالا لزعزعة إيمان بعض الشبان، وعامل يدفعني إلى التريث في الأمر لكي أتأكد من صحة الحديث المعزو إليكم.
قلتم: إن المصري مصري قبل كل شيء فهو لن يتنازل عن مصريته مهما تقلبت الظروف فاسمحوا لي أن أسألكم: هل الوحدة العربية تتطلب من المصريين التنازل عن المصرية؟
أنا لا أتردد في الإجابة عن هذا السؤال بالنفي؛ لأني أعتقد بأن دعوة المصريين إلى الاتحاد مع سائر الأقطار العربية لا تتضمن بوجه من الوجوه حثهم على التنازل عن المصرية، إن دعاة الوحدة العربية لم يطلبوا ولن يطلبوا من المصريين -لا ضمنا ولا صراحة- أن يتنازلوا عن مصريتهم، بل إنهم يطلبون إليهم أن يضيفوا إلى شعورهم المصري الخاص شعورًا عربيًا عامًا. وأن يعملوا للعروبة بجانب ما يعملونه للمصرية.

اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست