اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 590
المحروم، وأبت إلا أن تروي ظمأها في الحياة، وأن تعب من لذاتها عبا قبل أن يزول الحلم وتعود إلى شقاء الصحراء.
ولا ريب عندي أن مصر والعرب طرفا نقيض، مصر هي الروح، هي السكون، هي الاستقرار، هي البناء، والعرب هي المادة، هي السرعة، هي الظعن، هي الزخرف.
مقابلة عجيبة؛ مصر والعرب وجها الدرهم، وعنصر الوجود، أي أدب عظيم يخرج من هذا التلقيح؟ إني أتمنى للأدب المصري الحديث هذا المصير: زواج الروح بالمادة، والسكون بالحركة، والاستقرار بالقلق، والبناء بالزخرف.
3- من طه حسين إلى توفيق الحكيم 1:
أنا معجب بآرائك في الفن المصري وفي الفن الإغريقي ولكن لا أحب لك هذا الإسراع إلى استخلاص الأحكام العامة وإقامة القواعد التي لا تثبت للنقد والتمحيص.
ها أنت ذا تفهم من الفن المصري ما تفهم، ويشاركك فيه كثير من المثقفين ثقافة أدبية، ولكن أواثق أنت حقا بأن قدماء المصريين كانوا يرون تماثيلهم وعماراتهم كما تراها, ويفهمونها كما تفهمها، ويستلهمونها كما تستلهمها؟ أرأيتك لو سألت مصريا معاصرًا لرمسيس عن رأيه في تمثال من التماثيل أو عمارة من العمارات، أيقول فيهما مثل ما تقول؟
ومثل هذا يقال في الفن اليوناني، وفي كل هذه الفنون الصامتة, فليس
1 الرسالة 15 يونيه 1933.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 590