responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 572
المقالات الصحفية من النقض والرد, فأنت تستطيع أن تفسده كله بأيسر الكلام لأنه موضوع على قاعدة تقبل ذلك وتقرؤه فلا تهتز لشيء منه كأنه رأي ألقي من الأحزاب السياسية ليرده أحدهما على الآخر، ويغلبك شعور عجيب في أكثر ما تقرأ فما تشك أن وراء هذه المعاني "مقصا" قصها من كتب ودواوين ورسائل وأن صاحب "المقص" جالس في ديوانه مجلسه في جريدته يتبادل أخبار الفكر الإنساني وعلة أخرى هي أن في العقاد نقصا كبيرًا في البيان العربي وهو ضعيف الفهم جدًا لأسرار هذا البيان، وقد قرر عند نفسه كما قال لي مرة أن البيان هو ما يكتب به في الصحف.
وهذا مذهب إذا صار إلى الشعر كان فيه كعمل من يستعطر بالعطر من أي أوراق النبات أصابها ولو كراثة أو بصلة, ومن هذا جاء شعره, وإنه ليقابل في أيامنا هذه ما كان عند ناقدنا من شعر الفقهاء, ولا يراد به دقة المسلك إلى النفس ولا لفط المأخذ من اللغة ولا إصابة الفضل في المعنى ولا حكاية الطبيعة في صناعة فكرية جميلة ولا بث إشراق النفس الروحانية في تركيب المادة، وإنما هو نظم بحت مستجلب متكلف يقع منه أقبح التفاوت كما ترى في ألفاظ العقاد ويعدل في سياقه عن طبيعة الشعر إلى طبيعة الجدل والسرد وحكاية الآراء والمذاهب.
وما يخيل إلي في شعر العقاد إلا أنه مستنقع اخضرت ضفتاه, فهذا الجمال القليل منه لا يكشف عن سر ورونق وإمتاع وإنما يزيد في القبح وما في هذا المستنقع إلا البعوض والملاريا والطحلب والوخم والعفن ولو أنك

اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 572
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست