اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 529
الأشاغيل، إن فيه مسحة من التنافر اللفظي ويهيم على وجهه صائحًا صيحة الاستغاثة والاستعاذة إذ يقول: يا ستار يا ستار, لعن الله هذه الأشاغيل ناسيا أو متناسيا فيه مسحة التنافر اللفظي إنما كان حينما نهض لتأبين الشيخ علي يوسف في نوفمبر أو ديسمبر 1913 فوصف أمرا بأنه "بحت محت محض" فأضحك الحاضرين يومئذ في وجوههم وحزنهم.
أما هو فقد مضى في تأبينه راشدًا ومعتقدا أن تلك المترادفات خفيفة على اللسان سهل النطق بها وأنها من الألفاظ التي لا يجاريها في شرف جوهرها وحسن رونقها وشدة طلاوتها وحلاوتها غير قول الشاعر:
وقبر حرب في مكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر
أحمد زكي باشا؛ يا فتاح يا عليم:
أعتذر ولا أعني الأستاذ مسعود بوجه خاص. أما الاعتذار فلأنني قد كنت وسأكون بلا قصد سببا في تصديقهم بإرهاقي إياه على اقتاح ما لا طاقة له به من عويص المباحث ولا صبر عليه من غوامض الحقائق، وهو يريد أن يكتب دون مبالاة بالصواب ولا يرضى أن يزيد على فضائله العديدة: فضيلة الرجوع إلى الحق.
من أجل ذلك نراه يتناول القلم بعد أن يغوص في قعر القاموس ثم يأتينا بعجز الألفاظ الميتة وبجر التعابير الداثرة المندرسة. وأما الحقائق وأما البراهين فإنه يتهرب منها إلى هنا, وينفلت عنها إلى هناك, وله في ذلك براعة -يا لها من براعة- في مجافاة الحق الذي تقدم به إليه بصادع البرهان وساطع البيان. ثم هو لا يتورع عن تأييد الباطل بصنوف المحال ولا يتحرج عن التشبث بأفانين التقول والاختراع وسبحان الخلاق الذي جعله نسيجا وحده في هذا
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 529