اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 514
علينا قصة "التركي" الذي زعموا أنه حين تقدمت به السن ولزم بيته ووضع على منهل عنده أكوابا بيضاء وحمراء فإذا شرب أحد بالكوب الأحمر انتهره وقال: "اشرب بالأبيض" إلى آخر تلك القصة الشريفة، فما رأي القارئ في أن هذا المثل لا ينطبق إلى على الأستاذ عبد الله عفيفي.
ضربني وبكى؛ عبد الله عفيفي:
إلى الأزهر[1] يا دكتور زكي! فإن الهواء أطارك منه أخضر فجا لا تحسن مبادئ ما يدرس فيه.
إلى الأزهر يا دكتور زكي! واحذر أن تنوي عند باب المزينين أو عند هذا الشيء الذي تنضح به منه، فقد ذهب عهده كما ذهب عهدك منه. إلى الأزهر يا دكتور زكي مبارك! لتعرف باب الاشتغال فقد طويت في دراسته إحدى عشرة ليلة, ثم خرجت منه أفرغ مما دخلت فيه, تريد أن تعلمني النحو يا دكتور زكي؟ اسمع يا بابا! اسمع يا معلمي! اسما يا شاطر! واعلم أن لتلاميذك حقا إن لم يكن عليك فعلى الذين ائتمنوك عليهم.
إنك أرخصت النقد وأهزلته لأنك فهمته مراجعة مطبعية وزعمته تصحيحا مدرسيًا فلم تصغ إلى ما أقول وشاء أن يرد وجاء رده بعامل جديد زاد النقد رخصا وهزالا حتى انحدرت سوقه عن سوق القمح والقطن، والفول والشعير، ذلك العامل: إنه اتخذ الشتم حجة واللغو سلاحًا، وشاء أيضًا أن يكون ظريفا خفيفا فقال: أكرم الله وجهه "وقد تصدمه المجرورات من شماله إذا دخل من الباب الذي كان يسمى باب المزينين" أرأيت كيف كان ظريفا؟ [1] البلاغ 20 فبراير 1933.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 514