اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 500
الإسلامي فإنه مع هذه العقيدة الصحيحة ربط الأسباب بالمسببات ولم يأمر بالنوم اعتمادًا على ما خطه القدر" وزعم رينان أن الإسلام لم يأت بعلم خاص فأين علم الميراث الذي مثل العدالة تمثيلا صحيحا حتى رجعت إلى تعاليم الأمم الغربية وصار هو المعمول به في كثير منها, وأين علم المعاملات الذي ضرب باعتداله المثل حتى أخذ منها القانون الفرنسي.
يعيب رينان على المسلمين أنهم أقل الناس حظا من الفلسفة وكان من أولى له أن يقول هم أقل الناس قبولا لأباطيلها وترهاتها، وإلا فليقل لنا في أي عصر عجز عالم من علماء المسلمين عن رد مفترياتها أو قذف أباطيلها.
يرمي رينان الدين الإسلامي بأنه اضطهد الفكر الحر, وكيف يضطهد الإسلام حرية فكر معتنقه وهو الذي أطلق حرية الفكر لمخالفيه؟
يقول الفيلسوف رينان أن العلم لم ينف الألوهية وإنما أبعدها دائما من عالم الجزئيات الذي يعتقدون أنهم يشهدون آثارها فيه.
يوسف الدجوي "لو غيرك قالها" 1:
لست أكتم الشيخ أني لا أفهم معنى لهذا الاختبار ولا سرا لهذا العناء الذي تحمله في البحث عنها وعمن يترجمها من اللغة الألمانية، فإن كان الغرض التنويه بذكر رينان لأجل أن نفنى في الأمم الأجنبية أكثر مما نحن فيه فهذا لا يثبت لرينان علما وفلسفة ولا شيئا يروق الناظر إنما هو شيء سخيف معتاد سماعه من جهلة الأوروبيين بالدين الإسلامي البعيدين عن الفلسفة الصحيحة وقد خالفه في ذلك المئات والألوف من علماء أوربا وأمريكا.
وأمامنا كتاب الفيلسوف "درابر الأمريكي" وكتاب الكنت هنري الفرنسي وتاريخ المستر ولز الإنجليزي.
1 السياسة 28 مارس 1922.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 500