responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 49
الإسلامي ولكن فهم القومية المصرية على هذا النحو لا يروق لبعض المفكرين من إخواننا في البلاد العربية، فهم يأخذون على مصر أنها تغلو في مصريتها ويقولون: إنها بذلك تخرج من حظيرة الأمة العربية مع أنها ليست إلا واحدة منها. وفي حين أن هذه الأمم تتوق كلها إلى الالتفاف من الوجهة العامة حول لواء واحد لتكون في ميدان النضال السياسي والفكري كتلة موحدة من بعض الوجوه، فانسلاخ مصر عن هذا الاجتماع بدعوى أنها فرعونية أو مصرية يضعف هذا الاجتماع ويضعف نهضة الأمم العربية في سبيل حرياتها السياسية وتقدمها الفكري والاجتماعي.
ويعبر البعض عن مثل هذا الاندماج في الفكرة العربية بالجامعة العربية التي أصبحت الدعوة إليها ظاهرة بارزة في الحياة العامة بفلسطين وسوريا والعراق وأحيانا تبدو الدعوة إلى العروبة وما إليها من الفكر التي يحمل لواءها أنصار الجماعة العربية أيضًا، ويدعو إليها في مصر بعض المصريين أو المتمصرين القلائل.
والدعوة إلى الجامعة العربية شاملة فيما نفهم، يقصد بها إلى نوع من التضامن العام بين الأمم العربية سواء في الخطط والجهود السياسية والاقتصادية أو الاجتماعية والفكرية. وأحيانا تتخذ صورة الدعوة إلى اندماج فعلى بين أمتين أو أكثر من الأمم العربية، كما تسفر أحيانا عن بعض المشاريع السياسة العامة كمشروع الحلف العربي الذي تكررت الدعوة إليه آخرًا.
ولقد صرحنا برأينا أكثر من مرة في شأن فكرة الجامعة العربية. فهي على ما يصورها الغلاة من دعاتها في نظرنا أمنية خيالية لا تقوم على أية أسس أو تقديرات عملية، وقد تكون مثلا أعلى يرجع بالأذهان إلى عصور المجد التي جمعت بين جميع الأمم العربية تحت خلافة أو سلطنة إسلامية واحدة، فلها

اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست