اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 447
وكان ذلك بطريقة منطقية عقلية هي أفضل من التي اتبعها كرستوف كولوفب فإنه لم يكتشفها إلا بطريق الصدفة والاتفاق فإن نظريته التي شرحها للملكة إيزابلا الكاثوليكية بعد طرد العرب من غرناطة إنما كان الإمعان في السير غربا حتى يصل إلى بلاد الهند فلما وصل إلى أمريكا أسماها بلاد الهند الغربية وكان معه رجل من المسلمين الأندلسيين هو الرياش وقد وصفها لها وسماها "الهند الغربية".
وإن كل أمة في الوجود لها فضل في الحضارة والعمران فهل يراد بنا أن نسكت عن مفاخر أجدادنا ونترك الميدان لغيرنا مثل العلامة سيديو الإفرنسي الذي أثبت أن اكتشاف أبو الوفا البوزجاتي فيما يتعلق باختلافات القمر وأثبت أن العلامة "تيخويراهما" الدنماركي إنما نقل أرقامه وحساباته بالنص والحرف.
واعترف علماء الإفرنج لذلك الفلكي الإسلامي بالسبق إلى هذا الاكتشاف البديع فضلا عن الاكتشافات الأخرى.
أم تريد أن نترك لغيرنا إظهار مفاخر أجدادنا[1].
3- شكيب أرسلان:
لكل عصر شعوبية وإن شعوبية هذا العصر نفر من أدباء مصر لا تمر بهم فرص ينتقصون فيها فضل العرب ويغضون منزلتهم في التاريخ وينحتون من أثلة مدينتهم الشيهرة إلا توردوها مبتهجين، ولا يرون للعرب عورة من العورات إلا تهافتوا على إظهارها.
من هذه الطائفة من يطعن في العرب جهارًا دون مواربة مثل سلامة موسى الذي يكتب في الهلال والذي زعم أن العرب بدو هجموا على المدنيات [1] السياسة اليومية 24/ 1/ 1924.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 447