اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 41
ومنهم الأشوريون، ومنهم الرومان المتعجرفون الذين أرادوا أن يؤثروا في الثقافة المصرية بقوتهم الغشوم فكان جزاؤهم الفشل والخذلان والطرد.
وأخيرًا جاء العرب بثقافتهم الخاصة إذ كانت لهم ثقافة واندمجوا في الثقافة المصرية كالكرات الحمراء ودفعتها إلى التقدم والمدنية والرقي.
ولكنها لم تتغلب عليها قط إذ إنها مازالت محتفظة بطابعها المصري حتى الآن في نواح متعدد من الحياة في مصر، ومن السهل على المرء أن يميز آثارها في البيت المصري الصميم وفي الأغاني الشعبية القومية العامية التي يرددها الفلاحون بل في اللغة العربية التي نتكلم بها الآن.
وأن عشر اللغة التي نتكلم بها هيروغليفي، مثل نون الوقاية وكاف الخطاب والفعل أدى، فهذه كلها ألفاظ تعود بأصلها إلى الهيروغليفية.
وانتقل إلى الثقافة المصرية الدينية فذكر أن المصريين نشئوا جاهلين كالعرب ولكنهم مع ذلك عبدوا الخالق في صور عديدة، ومعنى هذا أنهم عرفوا فكرة التوحيد في الإسلام وفكرة التثليث في المسيحية.
وعاد فقال إن الأرغول والناي بشكل القيثارة والدف هذه كلها أدوات مصرية فرعونية قديمة.
15- لا فرعونية ولا عربية: محمد كامل حسين 1:
ذهب بعضهم إلى أن هذه الثقافة يجب أن تكون فرعونية وقال البعض: إن ثقافة مصر يجب أن تكون عربية خالصة.
أما هؤلاء الذين يريدون لمصر الثقافة الدينية فلا نتفق معهم أيضًا في
1 كوكب الشرق 2/ 10/ 1933.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 41