اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 320
وأمثالهم ممن وقفوا أدبهم على خدمة المجتمع وأشعاره واستثارته إلى التسامي.
وهذا هو الأدب الأمريكي يحمل لواءه اليوم رجال مارسوا الحياة العلمية في شتى شئونها، ثم لم يكتبوا في خيال أو أوهام وأحلام. وإنما يكتبون أكثر ما يكتبون في مشكلاتهم المالية ومسائلهم اليومية وحياتهم الاجتماعية وأكثر هؤلاء لا يستوحون أساطير اليونان وإنما يستوحون مجتمعهم وما فيه وما يصبو إليه وللأديب العربي أن يستوحي امرأ القيس أو شهر زاد ولكن يجب أن يكون ذلك نوعا من الأدب لا كل نوع وهو النوع الغالب ولا هو الأرقي.
والذي أوقع الأدب العربي في هذا النقص أن الأدب ظل من ظلال الحياة الاجتماعية وللبيئة أثر كبير في تكوينه والأمم العربية قضت عهدًا طويلا في دور قوي فيه الوعي الفردي ولم يقوَ فيه الوعي الاجتماعي شأن الأمم كلها. ولكن الأمم الحية قطعت هذه الدور، وتعلمت الوعي الاجتماعي والأمم العربية لا يزال الوعي الاجتماعي فيها في حالة التكون لم يتم ولم يقو. فالوعي الاجتماعي يكون حيث يكون شعور أفراد الأمة بعلاقاتهم وخيرهم وتجاه تفكيرهم وإرادتهم لخير المجتمع بجانب الشعور بالتفكير والإرادة في أشخاصهم.
إن الأمم الشرقية في بدء عهدها بالوعي الاجتماعي يجب أن يكون لها أدباء يدفنون هذا الوعي العام إلى الإمام حتى يكمل وينضج.
توفيق الحكيم 1:
مع الأسف أراني مضطرا أن أقول: إن استيحاء أساطير اليونان والرومان
1 مجلة الرسالة عدد 562, 10 أبريل 1944.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 320