responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 32
الوطن نشأ منذ الفتح الإسلامي فقط بل نشأ قبل ذلك بألوف السنين.
فهذا المعنى كله هو مجموع الذكريات ومجموع الآلام والآمال التي يتألف من بعضها الوطن ويتولد الشعور الوطني.
فالذي يريد من المصريين أن ينسبوا ماضيهم هذا البعيد وأن يقفوا منه عند الفتح الإسلامي وحده إنما يريد ظلما لهم وشططا وخروجا على القواعد الطبيعية.
ولهذا لا نفهم هذه الكراهية التي تبدو على بعض دعاة العربية لذكرى الفراعنة يتحدث بها المصريون فيما يتحدثون عن ماضي بلادهم ويستلهمونها ما يلهمه كل ماض مجيد من سمو المطمح وعزة النفس ومضاء العزيمة. وهل يكون معقولا أن يشيد الأوربيون جميعا والأمريكيون أيضًا بهذا الماضي حتى ليأتون ألوفا كل سنة ليشاهدوا آثاره ... ثم ينكره المصريون أو يهملونه.
لعل هذه الكراهية التي تبدو على بعض دعاة العربية لذكرى الفراعنة إنما تنشأ عن فهم أن تنسلخ عن هواها للعرب فهذا الخوف لا محل له بعد أن صارت مصر عربية الدين عربية اللغة منذ أربعة عشر قرنا.
9- ثقافة مصر هل تكون عربية أم فرعونية؟ [1]، عبد الله عفيفي:
طلعت علينا في الأيام الأخيرة فكرة ضارة تدعو إلى الفرعونية تريد لها أن تسود ثقافتنا وتفكيرنا قائلين أن ذلك هو مجد الخلود. وسؤدد الأجيال. وأن الرجوع بمصر وبأهلها إلى عهد الفراعنة الشداد ووثنيتهم البالية وهو سبيل القوة والعظمة ووسيلة الجاه والحياة وما دروا أنهم بذلك يطالبوننا بالجمود

[1] البلاغ 16 سبتمبر 1933.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست