responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 272
6- إسماعيل مظهر:
تاريخ[1] الصراع الأدبي في مصر وتاريخ الصراع السياسي يتلخصان في معارك تقوم بين أشخاص، ولقد أدركت هذه الظاهرة النقد أيضا؛ فتاريخ النقد في مصر عبارة عن موازنة بين كاتبين أو شاعرين يحاول الناقد أن يعلي أحدهما على الآخر.
أما مذاهب الأدب ومذاهب النقد فهذه لا قيمة لها في نظر الأديب, ولا في تقدير الناقد.
أفهم أن يقوم الصراع الأدبي بين مذهبين يمثلهما كتاب أو شعراء يعتنقون في الأدب مذهبا محدود المرامي بين الغايات, وأفهم أن يقوم النقد على فكرة منطقية يقتنع الناقد بصلاحيتها وحقها في البقاء فيمضي في نقد الكاتب أو الشاعر انتصارا لتلك الفكرة, وأفهم فوق هذا كله أن يقتتل كاتبان ولكن انتصار المذهبين يعتنق كل كاتب مذهبا منهما والغلبة للأصلح بين المذهبين.
وما أبرئ نفسي فإن عدم قدرتي على فهم هذه الأشياء قوة لم أشهدها في نفسي إلا منذ عهد قريب، وما بعثها إلا ذلك الصراع الذي قام على صفحات الرسالة بين أنصار صديقي الأستاذ العقاد وصديقي المرحوم الأستاذ الرافعي, صديقان مات أحدهما وأدعو الله أن يمد في عمر الآخر. سكت أحدهما وطواه الزمن, وصمت الآخر على ما كان بينه وبين الأديب الراحل تجلة للموت ودفعا لحزازات ما أجدر الموت أن يكون ماحيا لآثارها وذكرياتها.
صمت صاحب الحق وتكلم غيره احتسابا, وحاشايا أن أقول هنا: لوجه الله؛ لأن الله لا يأمر أن تنبش الحزازات وتحتفر الضغائن.

[1] الرسالة 13 يونيه 1938.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست