اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 215
المذهب يحسبون أن اللغة هي كل شيء فإذا حمل أحدهم على ظهر قلبه مقامات الحريري وديوان الحماسة والمعلقات والمفضليات فقد صار كاتبًا تحريرا، أو يكون ذلك متابعة لما ورد في بعض أقوال العرب ومن التكرار لضرورة أو تقليدًا لأحمد فارس الشدياق في كتابه "الساق" ولكن أحمد فارس لم يأت بالمترادفات لأنه لا يذهب إلى هذا النوع من الكتابة وإنما أراد أن يضع كتابا في المترادفات ككتاب الألفاظ الكتابية لعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني. فبدلا من أن يسرد المترادفات لغير مناسبة ألقى بها في سياق كلام على اعتقاد منه أن ذلك أشوق للقارئ ... ومهما يكن السبب فإن هذا النوع من الكتابة غير طبيعي أو غير عربي, أو على الأقل لا يستمرئه ذوق هذا العصر.
2- رد شكيب أرسلان على خليل سكاكيني 1:
ظاهر أن هذا الكاتب الأديب يقصدني في تعريضه لاستشهاده ببعض جمل من نداء كان الوفد السوري وجهه إلى الأمة العربية مراعيًا حالة من يخاطبهم وضرورة تمكين المعاني من نفوسهم وتحريك عواطف حميتهم.
وقد كنت فكرت في أن أترك هذا الكتاب وشأنه وأن أعرض عنه وأتجاهل ابتعاده تاركا للغة العربية ونظمها ونثرها ومتونها وأصولها ترد عليه وتقنعه بخطئه ولولا أنني رأيته -وأرجو منه أن لا يؤاخذني على هذا القول- واضعا نفسه موضع أستاذ اللغة وشيخ الصناعة والجهبذ الذي لا يقبل هذا ويزيف ذاك والقاضي الفيصل الذي يحكم ولا معقب لحكمه ماضيا في غلوائه مسرورًا بآرائه راضيًا عن أبحاثه، فحرصت على أن أبين له مناهج
1 السياسة 7 نوفمبر 1923.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 215