اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 199
ذلك أن الأولين إذا أنتجوا نعيب إنتاجهم أنهم لم يستطيعوا أن يفهموا روح العصر ولا لغة العصر ولا أسلوب العصر، وإنما التزموا التعبير القديم في الكتابة والنمط في التأليف وتحجر أمثلتهم ومل الناس بلاغاتهم وعمادها رأيت أسدًا في الحمام وعضت على العناب بالبرد.
ومل الناس نحوه ومداره ضرب زيد عمرا ورأيت زيدا حسنا وجهه، أما الآخرون فضعف ثقافتهم العربية الإسلامية، فلما أرادوا أن يخرجوا شيئا لقومهم وأمتهم أعجزهم الأسلوب والروح الإسلامي، فلم يستطيعوا التأليف ولا الترجمة وحاولوا ذلك مرارا فلم يفهم الناس ما يريدون، والذي جر إلى فقدان هذه الحلقة أن التعليم عندنا سار في خطين متوازيين لم يلتقيا، فالتعليم العربي الإسلامي سار في خط والتعليم المدني الحديث سار في خط آخر، ولم تكن هناك محاولات جدية لتلاقي الخطين أو ربط بعضهم ببعض وقد كان إخواننا الهنود أسبق منا إلى إيجاد هذه الحلقة والانتفاع بها.
ولكن الهنود يعرضون وآسفاه "إنتاجهم" باللغة الإنجليزية فلا يغذون جمهورنا ولا يسدون حاجة العالم العربي.
محمد مهدي علام [1]؛ الحلقة المفقودة:
شاء صديقنا الكاتب أن يختص أبناء دار العلوم بالنصيب الأوفى من سهام جعبته, فكتب ردًا على تلك المقالة ... ولكني رأيت أن الأستاذ أحمد أمين أكرم علينا من تنازله على صفحات الجرائد التي لا يقتصر قراؤها على خاصة القوم. [1] مجلة دار العلوم "العدد الأول" يونيه 1934.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 199