اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 161
فأنت تستطيع أن تتنبأ بمقدار ما كان لأحاديثهم هذه من أثر عظيم في الأدب العربي والعقل العربي. كانت هذه الأحاديث عذبة غير متكلفة ولا ثقيلة الروح. كانت تصدر عنهم عفوًا فتمثل عقولهم وشعورهم وقوة حرصهم على اللذات وشدة شغفهم بالجديد أحسن تمثيل". هـ ص40.
ثم مضى يورد سير أبي نواس ومن إليه من مثل الوليد بن يزيد ومطيع بن إياس وحماد عجرد والحسين بن الضحاك وواليه ابن الحباب وإبان بن مروان ابن أبي حفصة ويقول في بيان الحكم عن ذلك إنه لا يريد أن يكتفي بالقول "بأن القرن الثاني للهجرة على كثرة من عاش فيه من الفقهاء والزهاد وأصحاب الشك والمشغوفين بالجد إنما كان عصر شك ومجون وعصر افتنان وإلحاد عن الأخلاق المألوفة والعادات الموروثة والدين أيضًا.
وليس عندي شك في أن هذا العصر لم يكن عصر إيمان ويقين في جملته وإنما كان عصر شك واستخفاف وعصر مجون واستهتار باللذات". هـ ص184.
يقول المازني: إنه ما من عصر يمكن أن يكون له جانب واحد كما يريد أن صور لنا العصر العباسي وأنه لم يخل زمن قديم أو حديث من مثل ما يصف الدكتور.
2-القصص المترجمة:
وبعد ذلك نعود ما كنا فيه وننتقل إلى قصص الدكتور ولنبدأ بقوله عنها: "فإني أعترف بأني لا أتخير هذا القصص عفوًا وإنما أتخير منها بنوع خاص ما من شأنه أن يهز العاطفة أو يلذ العقل أو يدعو إلى العناية والتفكير" فليس في الأمر مجال للتأول والتمهل والإحالة على الاتفاق والمصادفات فإن العمد هنا معترف به:
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 161