اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 142
استعمرها اليونان في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وصقلية في تلك العصور لم يكن بها حضارة أو مدنية. وإنما كان الجهل فيها طبقات بعضها فوق بعض.
ونريد أن نصل من هذا إلى حقيقة واضحة هي أن اليونان لم يأخذوا عن أهل هذه الأقطار الغربية شيئا من الحضارة أو المدنية.
والذي لا شك فيه أن العقل اليوناني ارتقى وتطور عندما عرف اليونان الهجرة والحروب والاستعمار، والحقيقة المرة التي يجب أن يعترف بها الدكتور هو أنه لو لم يكن الشرق وحضارته وفنونه لما ارتقى العقل اليوناني ولما انتقلت منارة الفكر من الشعر إلى الفلسفة.
قال الدكتور: إن اليونان لم يأخذوا عن الشرقيين إلا أشياء عملية مادية ليس غير، أخذوا عنهم شيئا من الموسيقى ونقلوا عنهم فنونا عملية كالحساب والهندسة.
أما نحن فنجاهر بأن الدكتور أخطأ في زعمه.
فما معنى أن اليونان أخذوا عن مصر فنًا عمليًا الموسيقا. أليست الموسيقا فنا من الفنون الجميلة.
ويقول الدكتور: فلئن كان البابليون قد رصدوا النجوم ووصلوا من ذلك إلى نتائج قيمة في علم الفلك فهم لم يضعوا علم الفلك وإنما هذا العلم يوناني لم ينشأ عن النتائج البابلية وإنما نشأ عن البحث اليوناني "ص47".
والحقيقة أن البابليين عرفوا علم الفلك قبل أن يعرف اليونان هذا العلم وماهيته. وعلم الفلك الذي توصل إليه البابليون هو الذي ندرسه اليوم في جوهره وأصوله.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 142