اسم الکتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب المؤلف : ابن دحية الجزء : 1 صفحة : 78
قال وأنشدني للأديب الأوحد أبي محمد بن عبد الله بن سارة الشنتريني:
أعندَك أنّ البدرَ بات ضجيعِي ... فقضَّيت أوطارِي بغير شفعِ
جعلتُ ابنةَ العُنقود بيني وبينَه ... فكانت لنا أمًّا وكان رَضيعي
قال ذو النسبين، رضي الله عنه: أبو محمد بن سارة هذا، أدبه موفور، وشعره مشهور، لقيت جماعة من أصحابه. ومات، رحمه الله، سنة سبع عشرة
وخمسمائة، وانتقل من بلده شنترين إلى مدينة إشبيلية، وهو أوحش حالاً من الليل، وأكثر انفراداً من سهيل؛ فانتجع الوراقة على كساد سوقها، وفساد طريقها. فتركها وأنشد فيها:
أما الوِرَاقة فهي أنكدُ حِرفة ... أغصانُها وثمارُها الحرمانُ
شبهتُ صاحبها بإبرةَ خائطٍ ... تكسو العراةَ وجسمُها عُريان
وأنشدني الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم الخزرجي قال: أنشدني الوزير أبو عامر السالمي لنفسه - ونقلته من خطه - في خال خد:
أوقدَ النّارَ بقلبي ... ثم هَّبتْ ريحُ صَدّهِ
فشرارُ النّارِ طارت ... فانطفت في ماءِ خده
اسم الکتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب المؤلف : ابن دحية الجزء : 1 صفحة : 78