اسم الکتاب : المستطرف في كل فن مستطرف المؤلف : الأبشيهي، شهاب الدين الجزء : 1 صفحة : 454
يا قلب إن غدروا فاغدر وإن خانوا ... فخن وإن هم قسوا فاقسا وإن لانو
فلن وإن قربوا فاقرب وإن بانوا ... فبن وكن لي معاهم كيفما كانوا
وقال آخر:
حلف عليا جكاره أن يقاطعني ... وصد عني وأقسم ما يطاوعني
كم ذا يصدوكم يرجع يصدعني ... إن كنت أنا هو المطلق لا يراجعني
وقال آخر هجوا:
قطع قفا ابن أخت خالك وابن أخو عمك ... والحق يصفع أبو بنتك أو ابن أمك
وإن تكلمت تصفع بل يسيل دمك ... وإن كنت تسكت يبول الكلب في فمك
وقال آخر:
إن ردت تسلم بطول الدهر ما تبرح ... لا تيأسن ولا تقنط ولا تمرح
واستعمل الصبر لا تحزن ولا تفرح ... وإن ضاق صدرك ففكر في ألم نشرح
وقال آخر:
إن كنت عاقل وربك بالتقى برك ... إدفع أذاك وهات خيرك ودع شرك
وإن تعدى حسودك والحسد ضرك ... ناديه يا أيها الإنسان ما غرك
وقال آخر:
يا قلب إن خانك المحبوب لا تدبر ... عنو وعن قصة السلوان لا تخبر
واستعمل الصبر دائم للعدا تقهر ... فإن والله ما خاب الذي يصبر
الفن السادس كان وكان
وله وزن واحد وقافية واحدة ولكن الشطر الأول من البيت أطول من الثاني فمنه هذه الوعظيات:
يا قاسي القلب مالك تستمع وما عندك خبر ... ومن حرارة وعظي قد لانت الأحجار
أفنيت مالك وحالك في كل ما لا ينفعك ... ليتك على ذي الحاله تقلع عن الأصرار
تحضر ولكن قلبك غايب وذهنك مشتغل ... فكيف يا متخلف تحسب من الحضار
ويحك تنبه يا فتى وافهم مقالي واستمع ... ففي المجالس محاسن تحجب عن الأبصار
يحصي دقائق فعلك وغمز لحظك يعلمه ... وكيف تعزب عنه غوامض الأسرار
تلوت قولي ونصحي لمن تدبر واستمع ... ما في النصيحة فضيحة كلا ولا إنكار
وقال أيضا:
صرح بذكر المحبة ما في المعمى فائده ... وقل نعم أنا عاشق صادق بلا تمويه
ودع حديث العواذل ليس الخبر مثل النظر ... أنا عاشق لحبيب كل المعاني فيه
من أين للبدر حسن يحكيه أو شمس الضحى ... حاشا لذاك المحيا من مشيه يحكيه
إن غبت فهو أنيسي وإن حضرت نديمي ... وإن شربت مدامي فالكأس هو ساقيه
فمنه روحي وراحي إذا سكرت وراحتي ... وفيه عزي وذلي بمهجتي أفديه
قولوا لمن يلحاني في الحب قصر واعتبر ... هذا الذي قد عشقته قد حار وصفي فيه
الصفي الحلي:
شاهدت في الليل طيري وقمت حتى أنصب شرك ... ما كل صيد يحصل يفرح الصياد
طيري الذي كان إلفي لو ردت مثله ما حصل ... وهو عليّ معود وأنا عليه معتاد
قد كان شرطي وخلقي لبرج غيري ما عرف ... كأننا في الصحبة جينا على ميعاد
من قبل ما أبصبص له يجي ويدخل قصوري ... أنا أرصده في مطاره خائف عليه ينصاد
وقال آخر:
ما ذقت عمري جرعة أمر من طعم الهوى ... الله يصبر قلبي على الذي يهواه
الناس تعلم مني حال الجلادة والقوى ... وما أطيق التجلد على أليم جفاه
لي حب مثل الخوخة لو لون وطعم وريحة ... ما أكثر مغابن حبيبي وما أقل وفاه
أنا عرفتو حظي وكل ما أحسن لو يسي ... لو كنت أعشق ظلي ما كنت قط أراه
اسم الکتاب : المستطرف في كل فن مستطرف المؤلف : الأبشيهي، شهاب الدين الجزء : 1 صفحة : 454