اسم الکتاب : المستطرف في كل فن مستطرف المؤلف : الأبشيهي، شهاب الدين الجزء : 1 صفحة : 353
إذا بخر به البيت وإذا سحق حافره بعد حرقه وخلط بدهن الآس وجعل على رأس الاقرع نبت شعره وزبله إذا شمه المزكوم زال زكامه على ما ذكر.
(بقر) :
هو حيوان شديد القوة خلقه الله تعالى لمنفعة الإنسان وهو أنواع الجواميس وهي أكثر ألبانا وكل حيوان انائه أرق أصواتا من ذكوره إلا البقر وأنثاه يضربها الفحل في السنة مرة وإذا اشتد شبقها تركت المرعى وذهبت وإذا طلع عليها الفحل التوت تحته إذا أخطأ المجرى لشدة صلابة ذكره. قال المسعودي رأيت بالري البقر تحمل كالبعير فتبرك على ركبتيها ثم تثور بالحمل.
(عجيبة) : حكي في الأحياء إن شخصا كان له بقرة وكان يشوب لبنها بالماء ويبيعه، فجاء السيل في بعض الأودية وهي واقفة ترعى فمر عليها فغرقها، فجلس صاحبها يندبها فقال له بعض بنيه: يا أبت لا تندبها فإن المياه التي كنا نخلطها بلبنها اجتمعت فغرقتها.
فائدة: ذكر ابن الفضل في كتابه عن وهب ابن منبه أنه قال؛ لما خلق الله تعالى الأرض ماجت واضطربت كالسفينة، فخلق الله تعالى ملكا في نهاية العظم والقوة وأمره أن يدخل تحتها ويجعلها على منكبيه فدخل وأخرج يدا من المشرق ويدا من المغرب وقبض على أطراف الأرض وأمسكها ثم لم يكن لقدميه قرار فخلق الله تعالى صخرة من ياقوتة حمراء في وسطها سبعة آلاف ثقب فخرج من كل ثقب بحر لا يعلم عظمه إلا الله تعالى ثم أمر الصخرة أن تدخل تحت قدمي الملك ثم لم يكن للصخرة قرار فخلق الله تعالى ثورا عظيما يقال له كيوثاء له أربعة آلاف عين ومثلها أنوف وآذان وأفواه وألسنة وقوائم ما بين كل قائمتين منها مسيرة خمسمائة عام، وأمر الله تعالى هذا الثور فدخل تحت الصخرة وحملها على ظهره وقرونه ثم لم يكن للثور قرار فخلق الله تعالى حوتا يقال له يهموت ثم أمره الله تعالى أن يدخل تحته ثم جعل الحوت على ماء ثم جعل الماء على الهواء ثم جعل الهواء على ماء أيضا ثم جعل الماء على الثرى على الظلمة ثم انقطع علم الخلائق.
الخواص: شحم البقر إذا خلط بزرنيخ أحمر طرد العقارب وإذا طلي به إناء اجتمعت البراغيث إليه وإذا شرب لبنها زاد في الانعاظ وقرنها إذا سحق وجعل في طعام صاحب الحمى فأكله زالت الحمى ومرارتها إذا خلطت بماء الكراث نفعت من البواسير طلاء وإذا طلي به على الأثر الأسود في البدن ازاله وخصية الفحل إذا جففت وسحقت وجعلت في عسل وأكلت فإنها تزيد في الباه وشعرها إذا أحرق واستيك به نفع من وجع الأسنان وإذا خلط مع السكنجيين وشرب نفع من الطحال على ما ذكر.
(بومة) :
وكنيتها أم الخراب وأم الصبيان ومن طبعها أن تدخل على كل طير في وكره وتأكل أفراخه ولمعاداة الطيور لها يجعلها الصيادون في أشراكهم حتى يقع عليها الطير ونقل المسعودي عن الجاحظ أن البومة لا تخرج بالنهار خوفا من العين لأنها تظن أنها حسناء وهي أصناف وكلها تحب الخلوة بنفسها.
الخواص: من خواصها أنها تنام بإحدى عينيها والأخرى مفتوحة فإذا أخذت المفتوحة وجعلت تحت فص خاتم، فمن لبسه لم ينم ما دام في يده وعكسها المغموضة وإذا أردت معرفة ذلك فألقهما في الماء فالراسبة للنوم والطافية لليقظة وإذا أخذ قلب البومة وجعل على اليد اليسرى من المرأة وهي نائمة تحدثت بجميع ما فعلته في نومها.
(بوقير) :
طير أبيض يأتي منه في كل سنة طائفة إلى جبل بالصعيد يقال له جبل الطير، فيه كوة، فتدخل من تلك الكوة فيمسك منها شيء فإن أمسكت واحدة كان ذلك العام متوسط الخصب، وإن أمسكت اثنتين كان كثير الخصب، وإن لم تمسك شيئا كانت السنة مجدبة وأهل تلك الناحية تعرف ذلك وهذا الجبل بالقرب من بلدة مارية أم إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم.
(حرف التاء) :
(تمساح) :
حيوان عجيب على صورة الضب له فم واسع وفيه ستون نابا، وقيل: ثمانون وبين كل نابين سن صغيرة وهي انثى في ذكر إذا أطبق فمه على شيء لا يفلته حتى يخلعه من موضعه وله لسان طويل وظهر كالسلحفاة ولا يعمل الحديد فيه وله أربعة أرجل وذنب طويل وهو لا يوجد إلا بنيل مصر.
وقال المسافرون: أنه يوجد ببحر الهند وطوله في الغالب ستة أذرع إلى عشرة في عرض ذراعين أو ذراع ويقيم في البحر تحت الماء أربعة أشهر لا يظهر وذلك في زمن الشتاء ويتغوط من فيه في الغالب، ويحصل في فيه الدود فيؤذيه فيلهمه الله تعالى فيخرج إلى بعض الجزائر ويفتح فاه فيرسل الله تعالى له طيرا يقال له القطقاط فيدخل في فيه فيأكل ما فيه من الدود فيحصل له راحة فعند ذلك يطبق فمه على الطير ليأكله فيضربه بريشتين خلقهما الله تعالى في جناحيه كريشة الفصاد فيؤلمه فيفتح فاه فيخرج ولذلك يضرب به المثل فيقال جازاه مجازاة التمساح،
اسم الکتاب : المستطرف في كل فن مستطرف المؤلف : الأبشيهي، شهاب الدين الجزء : 1 صفحة : 353