responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المستطرف في كل فن مستطرف المؤلف : الأبشيهي، شهاب الدين    الجزء : 1  صفحة : 312
ودخل مسلمة بن زيد بن وهب على عبد الملك بن مروان فقال له: أي الزمان أدركته أفضل، وأي الملوك أكمل؟ فقال: أما الملوك فلم أر إلا حامدا وذاما، وأما الزمان فيرفع أقواما ويضع آخرين، وكلهم يذكر أنه يبلي جديدهم ويفرق عديدهم ويهرم صغيرهم ويهلك كبيرهم.
وقال حبيب بن أوس:
لم أبك من زمن لم أرض خلّته ... إلّا بكيت عليه حين ينصرم «1»
وقال آخر:
يا معرضا عنّي بوجه مدبر ... ووجوه دنياه عليه مقبلة
هل بعد حالك هذه من حالة ... أو غاية إلّا انحطاط المنزلة
وقال عبد الله بن عروة بن الزبير:
ذهب الذين إذا رأوني مقبلا ... بشّوا إليّ ورحبوا بالمقبل
وبقيت في خلف كأنّ حديثهم ... ولغ الكلاب تهارشت في المنزل «2»
وقال آخر في معناه:
يا منزلا عبث الزمان بأهله ... فأبادهم بتفرّق لا يجمع
أين الذين عهدتهم بك مرة ... كان الزمان بهم يضر وينفع
أيام لا يغشى لذكرك مربع ... إلّا وفيه للمكارم مرتع
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقي الذين حياتهم لا تنفع
وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي:
وإنّي رأيت الدهر منذ صحبته ... محاسنه مقرونة ومعايبه
إذا سرّني في أوّل الأمر لم أزل ... على حذر من أن تذمّ عواقبه
وقال بعضهم:
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزيّن بعضه ... بعضا ليدفع معور عن معور «3»
حلف الزمان ليأتين بمثلهم ... حنثت يمينك يا زمان فكفّر «4»
وكان يقال: إذا أدبر الأمر أتى الشر من حيث يأتي الخير.
وكان يقال: بتقلب الدهر تعرف جواهر الرجال.
ويقال: زمام العافية بيد البلاء ورأس السلامة تحت جناح العطب. وقال بعضهم: نحن في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدبارا والشر إلا إقبالا والشيطان في هلاك الناس إلا طمعا، اضرب بطرفك حيث شئت هل تنظر إلا فقيرا يكابد فقرا، أو غنيا بدّل نعمة الله كفرا، أو بخيلا اتخذ بحق الله وفرا، أو متمردا كأن بسمعه عن سماع المواعظ وقرا.
وقال آخر: نحن في زمان إذا ذكرنا الموتى حييت القلوب، وإذا ذكرنا الأحياء ماتت القلوب «5» . ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر أخيه فيقول يا ليتني مكانه» .
ويقال: لا يقاوم عز الولاية بذل العزل.
بيت:
ما من مسيء وإن طالت إساءته ... إلا ويكفيك يوم من مساويه
وقال الأمين:
يا نفس قد حقّ الحذر ... أين المفر من القدر
كلّ امرىء مما يخا ... ف ويرتجيه على خطر
من يرتشف صفو الزما ... ن يغص يوما بالكدر
وقال بعضهم:

اسم الکتاب : المستطرف في كل فن مستطرف المؤلف : الأبشيهي، شهاب الدين    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست