responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المستطرف في كل فن مستطرف المؤلف : الأبشيهي، شهاب الدين    الجزء : 1  صفحة : 149
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم اليوم صائما؟ فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أطعم اليوم منكم مسكينا؟ فقال أبو بكر: أنا، قال فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في أحد إلا دخل الجنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: لو كان بعدي نبي لكان عمر، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق بشيرا ما سلكت واديا إلا سلك الشيطان واديا غيره، ولما أسلم رضي الله عنه قال: يا رسول الله ألسنا على الحق، قال: بلى، قال: والذي بعثك بالحق نبيا لا نعبد الله سرا بعد هذا اليوم.
ولما قدم عمر رضي الله عنه الشام وقف على طور سيناء فأرسل البطريق عظيما لهم وقال: أنظر إلى ملك العرب فرآه على فرس وعليه جبة صوف مرقعة مستقبل الشمس بوجهه ومخلاته في قربوس السرج وعمر يدخل يده فيها ويخرج فلق خبز يابس يمسحها من التبن ويلوكها، فوصفه البطريق فقال: لا ترى بمحاربة هذا طاقة أعطوه ما شاء.
وأما أمير المؤمنين عثمان رضي الله تعالى عنه ففضائله كثيرة ومناقبه شهيرة فهو جامع القرآن، ومن استحيت منه ملائكة الرحمن رضي الله عنه.
وقال جميع بن عمير: دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت لها: أخبريني من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فاطمة. قلت: إنما أسألك عن الرجال قالت: زوجها، فو الله لقد كان صواما قواما. ولقد سالت نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده فردها إلى فيه، قلت:
فما حملك على ما كان فأرسلت خمارها على وجهها وبكت وقالت: أمر قضي عليّ.
وقال معاوية لضرار بن حمزة الكناني: صف لي عليا فاستعفى فألح عليه فقال: أما إذن فلا بد إنه والله كان بعيد المدى شديد القوى يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير العبرة طويل الفكرة يقلب كفه ويعاتب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان والله يجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة له، يعظم أهل الدين ويحب المساكين، لا يطمع القويّ في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد الله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ الخائف ويبكي بكاء الحزين، فكأني الآن أسمعه يقول: يا دنيا إلي تعرضت أم إلي تشّوقت هيهات غرّي غيري لقد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك فعمرك قصير وعيشك حقير، وخطرك كبير، آه من قلة الزاد ووحشة الطريق، قال: فوكفت دموع معاوية حتى ما يملكها على لحيته وهو يمسحها وقد اختنق القوم بالبكاء، وقال: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال حزني عليه والله حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقأ عبرتها ولا تسكن حيرتها ثم قام فخرج.
وقيل أول من سل سيفا في سبيل الله تعالى الزبير بن العوام رضي الله عنه، وذلك أنه صاح على أهل مكة ليلا صائح، فقال: قتل محمد، فخرج متجردا وسيفه معه صلتا فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما لك يا زبير؟ قال: سمعت أنك قتلت، قال: فماذا أردت أن تصنع قال: أردت والله أن أستعرض على أهل مكة «1» . وروي: أحبط بسيفي من قدرت عليه فضمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه إزارا له فاستتر به وقال له: أنت حواريي ودعا له.
قال الأوزاعي: كان للزبير ألف مملوك يؤدون الضريبة لا يدخل بيت ماله منها درهم بل كان يتصدق بها، وباع دارا له بستمائة ألف درهم فقيل له يا أبا عبد الله غبنت «2» ، قال: كلا والله لم أغبن أشهدكم أنها في سبيل الله تعالى.
وهبط جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال من حملك على ظهره؟ وكان حمله على ظهره طلحة حتى استقل على الصخر، قال: طلحة، قال: أقرئه السلام وأعلمه أني لا أراه يوم القيامة في هول من أهوالها إلا استنقذته منه. من هذا الذي عن يمينك؟ قال: المقداد بن الأسود، قال: إن الله يحبه ويأمرك أن تحبه. من هذا الذي بين يديك يتقي عنك؟ قال: عمار بن ياسر قال: بشره بالجنة حرمت النار عليه. ومر أبو ذر على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي فلم يسلم، فقال جبريل: هذا أبو ذر لو سلم لرددنا عليه فقال: أتعرفه يا جبريل؟ قال: والذي بعثك بالحق نبيا لهو في ملكوت السموات السبع أشهر منه في الأرض، قال: بم نال هذه المنزلة؟ قال: بزهده في هذه الحطام الفانية. وقال ابن عمر رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن

اسم الکتاب : المستطرف في كل فن مستطرف المؤلف : الأبشيهي، شهاب الدين    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست