اسم الکتاب : المستجاد من فعلات الأجواد المؤلف : التنوخي، المحسن بن علي الجزء : 1 صفحة : 73
قال قوم من الخوارج لمحمد بن الحنفية: لم غر ربك أبوك في الحروب ولم يغرر بالحسن والحسين؟ قال: لأنهما عيناه وأنا يمينه، فهو يدفع عن عينيه بيمينه. نكتة
سئل بعضهم عن حاله عند الوفاة فقال: ما حال من يريد سفراً طويلاً بغير زاد، ويقدم على ملك عادل بغير حجة، ويسكن قبراً موحشاً بلا أنيس. نكتة
قيل تفاخرت قريش عند معاوية، والحسن بن علي رضي الله عنه عنده لا ينطق، فقال معاوية: ما يمنعك من الكلام يا أبا محمد فما أنت والله بكليل اللسان ولا مشوب الحسب؟ فقال: يا أمير المؤمنين والله ما ذكروا مكرمة ولا فضيلة إلا ولي محضها ولبابها، ثم أنشد:
فيم المراء وقد سبقت مبرزاً ... سبق الجواد من المدى المتنفس نكتة
أتى مروان برجل أخذ عن ابن أخ له. فقال الرجل: كيف أؤخذ عن ابن أخي ولا علم لي بما صنع؟ فقال له مروان: أرويت الشعر قال: لا. قال: أو ما سمعت قول الشاعر.
جانيك من يجني عليك وقد ... تعدي الصحاح مبارك الجرب
فقال الرجل: لكن الله عز وجل يقول:) ولا تزر وازرة وزر أخرى (. فقال مروان: صدق الله وكذب مروان، خلوا عنه. نكتة
قال دخل أبو العيناء ذات يوم على المتوكل فقال له المتوكل: قد اشتقتك يا أبا العيناء. فقال: يا أمير المؤمنين إنما يشتاق العبد مولاه والمولى متى أراد عبده استدعاه. قال: لم لا تكثر من زيارتنا؟ قال: سرق حماري يا أمير المؤمنين. قال وكيف سرق؟ قال: لم أكن مع اللص فأخبرك. قال: فلم لم تأتنا على غيره؟ قال: يمنعني من ذلك قلة يساري، ومنة العواري، وذلة المكاري. فقال له المتوكل: ما أحسن خصالك لولا سوء فيك. قال: يا أمير المؤمنين أنا خزانة الخير والشر، والله تعالى قد مدح وذم. فقال في مدحه: نعم العبد إنه أواب. وقال في ذمه: هماز مشاء بنميم. وقال الشاعر:
إذا لم أنا أمدح على الخير أهله ... ولم أذمم النكس اللئيم المذمما
ففيم عرفت الخير والشر باسمه ... وشق لي الله المسامع والفما نكتة
حكي أن المأمون انفرد من عسكره فمر بحي من أحياء العرب، فنظر إلى صبي قائم يملا قربة وهو يصيح: يا أبت أدرك فاهاً، فقد غلبني فوهاً لا طاقة لي بفيها. قال فعجب المأمون من فصاحته على صغره فقال للصبي من أنت بارك الله فيك فتسمى له. ثم قال: فمن أنت؟ فقال: المأمون من بني آدم. فقال صدقت فمن أي بني آدم؟ قال: من خيارهم، قال: فأنت من العرب إذاً فمن أيها؟ قال: من خيارهم. قال فمن مضر إذاً فمن أيها؟ قال: من خيارهم. قال: فمن قريش ورب الكعبة فمن أيهم؟ فقلت: من خيارهم. قال: فمن بين هاشم والله فمن أيهم؟ قلت أنا من تحسده بنو هاشم كلهم. قال: فتباعد عني وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. قال المأمون: فأعجبني والله ذكاؤه فقلت له: أيما أحب إليك مائة دينار معجلة أو عشرة آلاف درهم مؤجلة؟ قال لست أبيع عاجلاً بآجل. فبينا نحن كذلك إذ خرج شيخ ضعيف من البيت فحاولت أخذ الصبي. فقال أنا شيخ فانٍ وله والدة مثلي في الكبر والضعف وما لنا جميعاً سواه فلا تحرمناه فأمرت له بمائة دينار وانصرفت. نكتة
دخل بعض الشعراء على عبد الله بن طاهر فأنشده شعراً حسناً وبحضرته أعرابي فقال الشاعر: من الرجل؟ قال: من العجم. فقال الشاعر: ما للعجم والشعر غنما يقول الشعر العرب ولا يقوله من العجم إلا من نزا على أمه عربي قال له الأعجمي: فمن لم يقل الشعر منكم فقد نزا على أمه أعجمي فأفحمه. نكتة
دخل شريك القاضي على المهدي فقال له الربيع: خنت مال الله أيها الشيخ ومال أمير المؤمنين، قال له شريك: لو كان ذلك لأتاك سهمك.
اسم الکتاب : المستجاد من فعلات الأجواد المؤلف : التنوخي، المحسن بن علي الجزء : 1 صفحة : 73