اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 378
إنما يعبر عن آراء الشعب المصريّ في زمانه أصدق تعبير[1].
ثم أتى دور الصحافة، وأخذت تحل محل الأدب في مقاومة الظلم والطغيان، وتنوعت طرق هذه الأخيرة، كما سبق أن تنوعت طرق الأولى في سبيل هذه الغاية، وسجَّلَ تاريخ الصحافة المصرية -تنوع خاص- بعض الطرق التي لجأت إليها الصحف الشعبية في القرن الماضي، ومنها على سبيل المثال:
طريقة "النديم" في صحيفته المعروفة باسم "التكيت والتبكيت" وهي صحيفة كتبها "النديم" باللغتين, أو اللهجتين: العربية، والعامية, وكتب باللهجة الأخيرة قصصًا شعبيةً للعامة, سخر فيها من كثير من الأوضاع الشاذة في المجتمع المصريّ الحديث, منذ التقت فيه الحضارة الحديثة بالحضارة الشرقية الموروثة، وكتب باللهجة الفصحى مقالاتٍ وقصصًا رمزيةً للخاصةِ, منها على سبيل المثال: أقصوصته التي كتبها بعنوان:
مجلس طبي على مصاب بالإفرنجي:
"والإفرنجيّ كلمة أطلقها المصريون في القرن الماضي على مرض الزهري, والكاتب يستعمل هذا اللفظ هنا استعمالًا رمزيًّا؛ لأنه رمز به إلى الخراب الذي عم البلاد بسبب إسراف إسماعيل، كما رمز بكلمة "المصاب" إلى مصر التي أصبحت تعاني المرض والفقر بسبب هذا الإسراف، ورمز بكلمة [1] انظر كتاب "الفاشوش في حكم قراقوش"، طبعته أخبار اليوم، في سلسلة "كتب اليوم " ص91.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 378