اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 304
وما هو صدى هذه النظرية الغربية؟ ومتى عرف العلم الدينامو الكهربائي والمصباح المتألق؟ ومتى عرف التليفون، ومتى عرفت السيارة؟ ومتى ظهر الترام الكهربائي؟ ومتى عرفت الآلة الكاتبة أو الطابعة؟ ومتى سمع الفوتوغراف أو "الحاكي"؟ ومتى وصل العرب إلى الأشعة السينية؟ وما هو أثر ذلك في الطب؟ ومتى كشف العلم عن الإلكترونات، ومتى ظهرت السينما، ثم الراديو، ثم التلفزيون؟ وماذا نعرف عن الأقمار الصناعية؟ وكيف تستخدم الذرة في السلم لا في الحرب؟
وكل موضوع من هذه الموضوعات يصلح لأن يكون قصةً علميةً متى ظفر بالمحرر العلميّ الذي يستطيع أن يصوغ المعلومات الخاصة بها بطريقة تجذب إليها أكبر عدد من القراء، وتوسع في الوقت نفسه مدارك المواطنين، وتخلق بينهم تجانسًا عقليًّا لا بد منه في المجتمع الواحد.
من أجل هذا كان للصحافة المصرية منذ نشأتها عنايةً كبيرةً بالمقال العلميِّ الذي يهدف إلى تزويد القراء بالمعلومات في شتَّى ألوان المعرفة على اختلافها، فعنيت بهذا المقال الصحف الآتية، وهي:
الوقائع المصرية، وروضة المدارس، ووادي النيل، وروضة الأخبار، ويعسوب الطب، ومصباح الشرق، والمؤيد، واللواء، والأهرام، والجريدة, وما زال اهتمام الصحافة المصرية باديًا بهذه الناحية إلى اليوم.
ولكن من الحق أن يقال: إن من أكثر المجلات المصرية احتفالًا بالمقال العلميّ, مجلتا: المقتطف والهلال، ويصح أن تضاف إليهما مجلتا الرسالة والثقافة.
غير أن القدح المعلى في هذا الميدان, إنما كان للمقتطف بالذات، فقد استطاعت هذه المجلة المصرية العتيدة أن تقدم للعلم في مصر والشرق خدمة جليلة، وذلك منذ سبعين عامًّا إلى الوقت الذي احتجبت فيه عن سماء الفكر العربيِّ، ثم تليها في الدرجة العلمية مجلة "الهلال" التي انشئت عام 1892.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 304