responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 292
الكلام في الذرة إلى الكلام في الشمس، وقد يصل به الكلام في النملة إلى الكلام في الله، ولكن القارئ لا يشعر بمفارقات، ولا يشعر بهوة بين أجزاء الكلام، ويسير مع الكاتب كأنه في حلم لذيذ أو قصة محبوكة[1].
وقد كتب "أحمد أمين" مقالات كثيرة في باب الخواطر والتأملات، نشر بعضها في مجلة "الثقافة", وبعضها في مجلة "الرسالة", وبعضها في مجلة "الهلال", وجمع كل هذه المقالات في كتاب له بعنوان: "فيض الخاطر"، وقد رأينا أن نقف عند نموذج واحد من هذه المقالات على سبيل المثال، وهو مقال له بعنوان: سلطة الآباء
كتب الكاتب في نقد المجتمع الحديث كتابًا بدأه بقوله:
رحم الله زمانًا, كان الأب فيه الأمر الناهي، والحاكم المطلق، والملك غير المتوّج، ينادي فيتسابق كل من في البيت إلى ندائه، ويشير فإشارته أمر، وطاعته غنم, تحدثه الزوجة في خفر وحياء، ويحدثه الابن في إكبار وإجلال، ويرى من سوء الأدب أن يرفع إليه بصره، أو يرد عليه قوله، أو يراجعه في رأي, أو يجادله في أمر، أما البنت, فإذا حدثها لفَّ الحياء رأسها، وغضن الخجل طرفها, قليلة الكلام، متحفظة الضحك، خافضة الصوت، تتوهم أنها أخطأت في التافه من الأمر فيندي جبينها، ويصبغ الخجل وجهها، وإذا جاء حديث الزوج والزواج, فإلى أمها التحدث لا إلى أبيها، وبالتلويح والتلميح لا بالتصريح، والأمر إلى الأب فيما يقبل وفيما يرفض، وفيما يفعل وفيما لا يفعل".

[1] نفس المصدر ص179.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست