responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 271
رابعًا: التهويل في وصف الأشياء، وهو نوع من الكذب الذي ذكره توفيق الحكيم، ومعناه عند البلاغيين كمعنى الذي يقول: أعذب الشعر أكذبه، أي: أمعنه في التخيل.
فحقيبة الحلاق مخلاة شعير، ومقصه مقص حمير، وموساه مبرد، وحلاقته نفسها لا تكون إلّا برقية من الرقى، وهكذا.
وبوابة أبيه -في أقصوصة أخرى- كبوابة المتولي, والمسامير التي تغطيها كبيرة، يعدل الواحد منها رأس طفل، ورتاج الباب غليظ يدخل في جدار عظيم السمك، وهكذا.
فالمبالغة إذن, أساس من الأسس التي يبني عليها أقصوصته دائمًا، والمبالغة صفة من الصفات الغالبة على قصص الأطفال، فكأن المازني كان يقدر دائمًا أن قراءه من هذا النوع، ومع ما في هذه العبارة الأخيرة من الهجوم على قراءة المازني، فإن الذي لا ريب فيه أنه كان محبوبًا منهم جميعًا، بما كتب لهم من مقالات وأقاصيص كانت في حقيقة أمرها خير ما يصور البيئة المصرية، والدعابة المصرية، والشخصية المصرية التي بنيت على الإيمان بالقدر، والإيمان بالغيب، كما بنيت على الشكوك، وعلى الشك في الحياة، وعلى عدم الثقة فيها، والاستخفاف بها، وغير ذلك من السمات العامة.

اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست