responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 255
بعضها في بعضٍ إلى الحد الذي تصعب معه التفرقة بينها تفرقةً لا تقبل الشكَّ, وقد أشرنا إلى هذه الظاهرة في مقدمة البحث.
تقسيم آخر للمقال:
أشرنا إلى أن المقالة في الأدب الأوربيّ بدأت برجلين من أبناء القرن السادس عشر, هما: ميشيل دي مونتاين الفرنسيّ، وفرانسيس باكون الإنجليزيّ، اشتهر أولهما بالمقال الذاتيّ، واشتهر الثاني منهما بالمقال الموضوعيّ، ومنذ ذلك الوقت ورجال الأدب والنقد يقسمون المقال من حيث هو إلى هذين النوعين فقط، أما المقال الذاتي فيُبْنَى على التأمل العميق، والتجربة الذاتية، والتأنق في الأسلوب قدر المستطاع؛ بحيث يتوافر له كثير من نعم الجمالية، وأما المقال الموضوعيّ، فيبنى على العناية بالمضمون والمحتوى، ويعنى فيه الكاتب بالموضوعات العلمية لتقديم النصح والإرشاد إلى طبقة خاصة من الناس, كما فعل ذلك عبد الحميد بن يحيى الكاتب حين كتب رسالته المشهورة إلى الكاتب، وكما فعل صديقه ابن المقفع حين كتب رسالته المشهورة كذلك باسم "رسالة الصحابة" موجهة إلى الخلفاء وذوي السلطان.
ومن اليسير علينا أن نفهم بعد ذلك لِمَ كانت المقالات الذاتية أدنى إلى الطول والانطلاق في العبارة، والتعبير عن شخصية الكاتب، على حين أن المقالة الموضوعية تبدو أقل طولًا، وأقصر انطلاقًا، وأدنى إلى التقيد بألفاظ خاصة، وتعبيرات خاصة.
والخلاصة حتى الآن أن المحور الذي تدور عليه المقالة الذاتية هو الكاتب نفسه، أما المحور الذي تدور عليه المقالة الموضوعية فهو الموضوع الذي يتعرض له الكاتب.
وغنيٌّ عن البيان أن المقالة الذاتية سبقت في وجودها المقالة الموضوعية, بل إن "باكون" -وهو رائد المقالة الموضوعية- كان متأثرًا بالكاتب

اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست