اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 247
قد يرى الكثيرون من أصحاب الصحف في بعض هذه الآراء بعدًا عن الواقع والحقيقة، وسيتهمنا الكثيرون منهم بأننا نظريون -لا عمليون- وستظل المعركة قائمة بين الباحثين والمحترفين, أو بين الدارسين للصحافة في داخل الجامعات، والممارسين لها في دور الصحف، ولكن ربما كان ذلك الخلاف لفائدة العلم نفسه من جهة، ولفائدة الصحافة ذاتها من جهة ثانية.
فلنكن نحن نظريين في رأي الكثيرين، وليكن أصحاب الصحف على اختلافها عمليين في رأي أنفسهم، فأيسر ما يترتب على هذه الظاهرة أن الحق يقع في وسط الطريق بينهم وبيننا، وأقل ما يترتب عليها كذلك أن الجيل الناشيء من الصحفيين سوف يستعرض في ذهنه كل هذه الآراء المختلفة في نشر الخبر، وأكبر الظن أنه سوف يؤمن إيمانًا عميقًا أن الصحافة الحاضرة مسرفةً في إثارة الغرائز، جريًا وراء الربح الماديّ.
وأقل ما يترتب على هذا الخلاف كذلك, أن أهل هذا الجيل الناشيء من الصحفيين سيعد نفسه لتحقيق ما دعونا إليه في "المقدمة؛ من وجود صحافة نظيفة، يقص فيها المحرر الصحفيّ ما يشاء من أخبار الجريمة، ولكن كما يقصها على والدته، أو أخته، أو ولده، أو أستاذه في المنزل, أو في المدرسة، أو في الجامعة.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 247