اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 239
الجريمة بأنواعها الثلاثة, وعلى الصحافة أن تساعد الدولة على القيام بهذه المهمة الخطيرة، وهذا هو ما يحدد مسئولية الصحافة، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى ما يسمى: "التشريعات الصحفية" والخلاصة: أن الجريمة قطعة من الحياة التي نحياها، وليس الخطر آتيًا من نشر أخبار الجريمة في ذاتها, بقدر ما هو آتٍ من تحول الصحيفة إلى مخبرٍ سريّ, أو قاضٍ يحكم في القضية.
عودة إلى مذاهب نشر الخبر:
سبق أن عرفنا شيئًا عن مذاهب نشر الخبر من حيث هو، واستطعنا أن نميز بين ثلاثة مذاهب:
1- المذهب المعتمد على الإثارة, أو إيثار الفضول العام على الصالح العام، وهو ما نتج عن ظهور الصحافة الصفراء.
2- المذهب الجاد, أو المذهب الذي يؤثر الصالح العام على الفضول العام، وهو ما تبحث عنه صحافة الرأي.
3- المذهب المعتدل, أو الجامع بين المذهبين السابقين، وهو ما تسير عليه أكثر الصحف المتزنة في العالم في الوقت الحاضر.
كما سبق لنا كذلك أن أشرنا إلى سمات الصحافة المثيرة بوجه عام، والصحافة الصفراء بوجه خاص، والمهم أن نقول بعد ذلك إلى إن الدول الحديثة انقسمت بشأن هذا المذاهب الثلاثة؛ فالصحافة الأمريكية تميل إلى الإثارة، والشعب الأمريكيّ يقف وراء المجرم، والصحافة السوفيتية تأتمر بأوامر الحزب الواحد، ولا تبدي أي اهتمام بالجريمة وأخبارها، والصحافة المصرية تقف بين بين، وتؤثر الاتجاه الثالث من اتجاهات نشر الخبر، وإن كان ذلك لم يمنع من وجود صحف مثيرة إلى الوقت الذي صدر فيه قانون تنظيم الصحافة 24 مايو 1960.
ولنضرب لك مثلًا بأخبار الجريمة في الصحافة المصرية:
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 239