اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 206
فهمه الأول عند قراءته الخبر مجردًا من التعليق، وقد يخالف فهمه الثاني عند قراءته الخبر بهذا التعليق، وقد يتفق معهما، ولكن بزيادةٍ هامةٍ لها خطرها في نظر الصحفيون من جانبٍ، ونظر القارئ من جانبٍ آخر.
وكثيرًا ما تكون هذه التفاصيل التي تأتي بها الصحفية ذات طابعٍ إنسانيٍّ بحت، ومثل هذا الطابع من التفاصيل قَلَّ أن يتسع له مجال القصة الإخبارية، وقَلَّ أن يكون واضحًا فيها وضوحًا بينًا، وقلما يعني به كاتب الخبر أية صورة من صور هذه الكتابة.
هذه التفاصيل التي تنشرها الصحيفة استجابةً منها لرغبةٍ كامنةٍ في نفس القارئ، يطلق عليها الصحفيون الأوربيون اسم Features، أي: "طرائف" وهذه الطرائف تعتبر جزءًا من الأخبار لا ينفصل عنها -كما قلنا، والغاية منها في الأعمِّ الأغلب, إنما هي تسلية القارئ، وإذا ذهبت تسأل: ما هي أكثر المواد قراءة في الصحيفة الحديثة في الوقت الحاضر؟ أهي مادة المقال الافتتاحيّ؟ أم صفحة الأدب، أم العلم، أم الفن؟ فالجواب: كلّا, لا هذه, ولا تلك, وإنما هي مادة "الطرائف".
خذ لك مثلًا: خلع الملك فاروق عن العرش، إنه يعتبر خبرًا من الأخبار الهامة، والطريقة التي تَمَّ بها هذا الخلع، والزمان والمكان، ونحو ذلك, يعتبر قصةً من القصص الخبرية الخطيرة, أما الحديث عن طباع الملك فاروق، أو عاداته في النزهة والرياضة والصيد والحفلات, ونحو ذلك, فتعتبر من الطرائف, والقارئ بحاجةٍ ماسةٍ إلى عشرات من هذه الأخيرة؛ ليشبع بها نفسه من جهةٍ، وليزداد بها إحساسًا بالخبر في ذاته من جهةٍ ثانيةٍ.
مثالٌ آخر: اغتيال رئيس حكومة من الحكومات، إنه خبر من الأخبار، أما إذا أتى من يقص علينا قصة هذا الخبر, ويبحث لنا عن أسبابه ونتائجه، ويحكي لنا كثيرًا عن الظروف التي أحاطت بهذا الحادث، ويتنبأ
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 206