اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء الجزء : 1 صفحة : 61
نفوسُ الخلقِ أسرى في يديهِ ... وثوبُ الحسنِ مخلوعٌ عليهِ
سررتُ بأنْ ذبلتُ وذبتُ شوقاً ... لعلَّ الريحَ تسفي بي إليهِ
الصنوبري:
شكوتُ إليك من قلبٍ قريحِ ... بدمعٍ في شكايتهِ فصيحِ
عذرتُكَ لو حملتُ هواكَ مني ... على كبدٍ وجثمانٍ صحيحِ
ألستَ ترى الهوى لم يبق مني ... سوى شبحٍ مطيعٍ كلَّ ريحِ
أخذه من قول المجنون:
ألا إنّما غادرت يا أمَّ مالكٍ ... صدىً أينما تذهبْ به الريحُ يذهبِ
المتنبي:
روحٌ تردَّدُ في مثلِ الخيال إذا ... أطارتِ الريحُ عنه الثوبَ لم يبنِ
كفى بجسمي نحولاً أنَّني رجلٌ ... لولا مخاطبتي إياكَ لم ترني
آخر:
إن بحتُ باسمك لم آمن عليك وإن ... كتمتُ حبُّك لم آمن على بدني
فقد وقفتُ على حالين من عطبٍ ... فانظُر لعبدكَ يا ذا المنظرِ الحسنِ
وقال أحمد بن أبي طاهر:
يقول العاذلاتُ تسلَّ عنها ... وَداو غليلَ قلبك بالسلوِّ
فكيف ونظرةٌ منها اختلاساً ... ألذُّ من الشماتة بالعدوِّ
ابن المعذَّل:
القلبُ بعدك لم يسكن إلى سكنِ ... والعينُ بعدكِ لم تنظرْ إلى حسنِ
كأنَّما الروحُ لما غبتمُ بعدتْ ... حتى إذا عدتمُ عادتْ إلى بدني
ذو الرمَّة:
فلا برء من ميّ وقد حيل دونها ... فما أنت فيما بين هاتين صانعُ
أمستوجبٌ أجر الصّبور فكاظمٌ ... على الوجدِ أم مبدي الضمير فجازعُ
خالد:
لم ينسنيك سرورٌ لا ولا حزنٌ ... وكيف ذا كيف ينسى وجهكِ الحسنُ
ولا خلا منكِ قلبي لا ولا بدني ... كلَّي بكلِّكِ مشغولٌ ومرتهنُ
أبو العتاهية:
وما طلعتْ إلا رميتُ بزفرةٍ ... على الأرضِ مني ساعةً ثم أسبتُ
وإلاّ استقلَّتني على الأرض رعدةٌ ... يكادُ فؤادي عندها يتفتَّتُ
وما رحمتني يوم ولَّت وأسرعتْ ... وقد تركتني قائماً أتلَّفتُ
وقال إسماعيل القرطيسي:
قالتْ جننتَ على رأسي فقلتُ لها ... الحُبُّ أعظمُ ممَّا بالمجانينِ
الحبُّ ليس يفيقُ الدهر صاحبهُ ... وإنّما يصرعُ المجنونُ في الحينِ
أعرابي:
ألا طرقت ليلى الرفاقَ بسحرةٍ ... ومن دونِ ليلى يذبلٌ فالقعاقعُ
على حين ضمَّ اليلُ من كلِّ جانبٍ ... جناحيه، وانصبَّ النجومُ الضواجعُ
طمعتُ بليلى أن تريع وإنَّما ... تقطِّعُ أعناقَ الرجالِ المطامعُ
وبايعتُ ليلى في الخلاءِ ولم يكنْ ... شهودي على ليلى عدولٌ مقانعُ
وما كلُّ ما منَّتكَ نفسكَ خالياً ... تُلاقي، ولا كلُّ الهوى أنتَ تابعُ
ابن الدمينة:
أفي كلِّ يومٍ أنت رامٍ بلادها ... بعينين إنسانا هما غرقانِ
ألا فاحمِلاني باركَ اللهُ فيكما ... إلى حاضرِ الروحاءِ ثم دَعاني
أعرابي:
باتتْ تشوقُني بِرَجْعِ حنينهِا ... وأزيدها شوقاً برجعِ حنيني
نِضْوينِ مغتربينِ بينَ مهامهٍ ... طَوَيَا الضُلوع على جوىً مكنونِ
ابن المعذَّل:
ويلي على أغيد ممكور ... وساحرٍ ليس بمسحورِ
يؤثرهُ الحور علينا كما ... نؤثره نحن على الحورِ
الخثعمي:
يوم الفراقِ لقد تركتَ حرارةً ... تبقى على الأيّامِ والأزمانِ
لمّا رأيتُ جمالهم مزمومةً ... ودَّعتهمْ فأجابَت العَينانِ
فتبَادَرتْ في الوجنتينِ دُموعها ... كالرِّشح فوقَ شقائقِ النُعمانِ
أبو سعيد المخزومي:
هوىً لا يستريحُ ولا يُريحُ ... وقلبٌ من تذكُّره جريحُ
فإنْ يكُ سرُّ قلبكِ أعجميّاً ... فإنَّ الدمعَ نمَّامٌ فصيحُ
آخر:
نمَّ دَمعي فليسَ يكتمُ شيئاً ... ووجدتُ الضميرَ ذا كتمانِ
كضمير الكتابِ أخفاه طيٌّ ... فاستدلّوا عليه بالعيونِ
أعرابي:
فما الشَّهدُ والمسكُ الفتيقُ على الظَّما ... بأطيبِ من ماء الحسا والوقائعِ
أتتك بِريّاهُ الصَّبا وبحنوةٍ ... من الليل أنفاسُ الرياحِ الزعازعِ
الرَّقاشي:
وقد شاقني نوحُ قمريَّةٍ ... هتوفِ العِشاءِ طَروبِ الضُحى
من الورقِ نوَّاحةٍ باكرًتْ ... عسيبَ أشاءً بذاتِ الغضا
اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء الجزء : 1 صفحة : 61