اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء الجزء : 1 صفحة : 146
وأجوفَ معشوقِ الأنين مُحفَّفٍ ... تحرّكُ من أطرابِنا حركاتُهُ
لهُ ألسنٌ رُكِّبْنَ من غيرِ جِنسِهِ ... تعادى إذا أوْدتْ بهِ نقراتُهُ
تعانقُهُ بينَ النَّدامى غريرةٌ ... كَعابٌ إليها موتُهُ وحياتُهُ
إذا أنبضَتْهُ أيقظتْ منه راقداً ... وإنْ هي لم تُنبِضْهُ طالَ سُباتُهُ
أساءت إلى الآذانِ منهُ فأحسنت ... بذاكَ إلى آذانِنا نغماتُهُ
آخر:
مُخطَفُ الجيدِ أجوفُ ... جِيدُهُ شطر سائرِهْ
لفظُهُ لفظُ عاشقٍ ... يشتكي هجرَ هاجرِهْ
أنطقَتْهُ يدُ امرئٍ ... فاتنِ الطَّرفِ فاترِهْ
فحكى منْ ضميرِهِ ... ما جرى في خواطرِهْ
آخر في الرقص وهو حسنٌ جداً:
إذا اختلسَ الخُطى واهتزَّ لِيناً ... رأيتَ لرقصِهِ سحراً مُبينا
يمسُّ الأرضَ من قدميهِ وهمٌ ... كرَجْعِ الطرفِ يخفى أن يَبينا
ترى الحركاتِ منهُ بلا سكونٍ ... فتحسبُها لخِفّتِها سُكونا
كسَيْرِ النجمِ ليسَ بمُستقرٍّ ... وليسَ بمُمكنٍ أنْ يستَبينا
مسلم في إتحاف الأقداح:
برَكبٍ خِفافٍ من زجاجٍ كأنّها ... ثُدِيُّ عَذارى لم تخفْ من يدٍ كَسْرا
ابن الرومي في الأقداح:
كفَم الحِبِّ في الحلاوةِ بلْ أح ... لى وإن كانَ لا يُناغى بحرفِ
صِيغَ من جوهرٍ مُصفّى طِباعاً ... لا علاجاً بكيمياءِ كُصفّى
تنفُذُ العينُ فيهِ حتى تراها ... أخطأَتْهُ من رِقّةِ المُستَشَفِّ
بهواءٍ بلا هَباءٍ وشُربٍ ... بضياءٍ أرقِقْ بذاكَ وأصْفِ
آخر في قدح مكسور:
كأسُكَ قد فُرقتْ مفاصلُها ... بينَ الندامى فليسَ تجتمعُ
كأنّها الشمسُ بينهم سقطتْ ... فجسمُها في أكفِّهم قِطَعُ
الباب الخامس والعشرون في
دبيبها في البدن ولطف مسراها
ابن المعذل:
يومٌ رقيقُ الجانبينِ شهدْتُهُ ... وقدْ استُحلَّتْ حُرمةُ الصهباءِ
فيها تنافسَتِ النفوسُ لأنّها ... تجري مجاريهِنَّ في الأعضاءِ
سحرٌ فشا في المُقلةِ الحوراءِ ... وردٌ نشا في الوجنةِ الحمراءِ
فتّانة الحركاتِ يمشي حُبُّها ... في الجسمِ مشيَ سلامةٍ في داءِ
أو حوضُ راحٍ سُلْسلَتْ سَكَباتُها ... في صفوِ عذبٍ من زُلالِ الماءِ
أبو نواس:
ولها دبيبٌ في العظامِ كأنّهُ ... قبْضُ النعاسِ وأخذُهُ بالمَفصِلِ
عبقَتْ أكفُّهم بها فكأنّهمْ ... يتنازعونَ بها سِخابَ قرنفُلِ
تسقيكَها كفٌّ إليكَ حبيبةٌ ... لا بدَّ إنْ بخلت وإن لم تبخَلِ
ديك الجن:
وكأسِ صهباءَ صِرفٍ ما سرَتْ بيَدٍ ... إلى فمٍ فدرى ما طعمُ ضَرّاءِ
كأنَّ مشيتَها في جسم شاربِها ... تمشِّيَ الصبحِ في أحشاءِ ظلْماءِ
أبو نواس:
قامتْ بإبريقِها والليلُ مُعتكِرٌ ... فصارَ من نورِها في البيتِ لألاءُ
فأُرسلَتْ من فمِ الإبريقِ صافيةً ... كأنّما أخْذُها بالقلبِ إغفاءُ
الخليع:
وجاريةٍ في الجسمِ لُطفاً ورِقّةً ... مَجاريَ يأباها على روحِها الجسمُ
رهينةِ أحوالٍ طِوالٍ حبسْتُها ... على الدنِّ حتى ليسَ يدركُها الوهْمُ
إذا صبَّها الساقي على الكأسِ خِلتَها ... شعاعاً ركاماً أو كما ضوّأَ النجمُ
أبو علي البصير:
ألا ربّما كأسٍ شربتُ سُلافَها ... على صوتِ أوتارٍ فِصاحِ الترنُّمِ
لها منظرٌ يخفى على العينِ رِقّةً ... ويلطُفُ إنْ يحظى بهِ المتوسِّمُ
سرَتْ بأقاصي الجسمِ حتى كأنّما ... يشاركُها في بُعدِ مسلكِها الدمُ
ابن المعذل:
ذاتُ دبيبٍ في جسمِ شاربِها ... تخضُبُ في الكأسِ كفَّ شائبِها
كأنّما المسكُ بعضُ نشوتِها ... ولذةُ العيشِ في صواحبِها
عروسُ خِدرٍ يعيد شيبَتها ... ما بيَّض المزجُ من ذوائبِها الباب السادس والعشرون في
السُّكر
أنشد:
ما زالَ يشربُها وتشربُ عقلَهُ ... خبَلاً وتؤذِنُ روحَهُ برواحِ
حتى انثنى مُتوسِّداً ليمينِهِ ... ثمِلاً وأسلمَ روحَهُ للراحِ
الأديب المنطري:
اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء الجزء : 1 صفحة : 146