responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء    الجزء : 1  صفحة : 135
ويومِ دجنٍ ذي ضميرٍ مُتَّهمْ ... مثلِ سرورٍ شابَهُ عارضُ هَمْ
أو كمُعَنّى الرأيِ يقفوهُ الندَمْ ... يبرزُ في زِيِّ ذوي حمْدٍ وذَمْ
عبوسُ ذي اللؤمِ وبِشر ذي الكرَمْ ... كقُبحِ لا، خالَطَهُ حُسنُ نعَمْ
صحوٌ وغيمٌ وضياءٌ وظُلَمْ
الصنوبري:
يومٌ خلعتُ بهِ عذاري ... وعَرِيتُ من حُلَلِ الوَقارِ
وضحكْتُ فيهِ إلى الصَّبا ... والشيبُ يضحكُ في عِذاري
مُتلوّنٌ يبدي لنا ... طُرَفاً بأطرافِ النهارِ
فهواؤُهُ سَكْبُ الرَّدا ... ءِ وغيمُهُ جافي الإزارِ
وسماؤُهُ تحبو الثرى ... بشَبيهِ مَكنونِ البحارِ
تبكي فيجمدُ دمعُها ... والبرقُ يكحَلُها بنارِ
مسرور الهندي:
أرى اليومَ يوماً قدْ تكاثفَ غيمُهُ ... ويوشكُ أنَّ الغيمَ رَيّانُ ماطِرُ
وقدْ سترَتْ شمسَ النهارِ غيومُهُ ... كما سترَتْ وَردَ الخدودِ المحاجِرُ
الباب السادس عشر في
الشرب على الثلج
أنشد الصنوبري:
ذَهِّبْ كؤوسَكَ يا غُلا ... مُ فيومُنا يومٌ مُفَضَّضْ
والجوُّ يَحلى في البيا ... ضِ وفي نقيِّ الدرِّ يُعرَضْ
أظنَنْتَ ثلجاً ذا؟ فذا ... وردٌ منَ الأغصانِ يُنفَضْ
وردُ الربيعِ مُلوّنٌ ... والوردُ في كانونَ أبيضْ
أبو فراس:
كأنّما تَساقُطُ الث ... لجِ بعَيْنَيْ منْ يرى
أوراقُ وردٍ أبيضٍ ... والناسُ في شاذّكُلى
الرقيّ:
اشربْ على حُسنِ الدَّساكِرْ ... فبَهاؤُهُ للعينِ باهِرْ
أرضٌ تُزيّنُها السما ... ءُ برَونقٍ للثلجِ زاهِرْ
مُتطايراً في جوِّهِ ... فكأنّهُ بَعرُ الأباعِرْ
التنوخي:
والأرضُ تحتَ بياضِ الثلجِ تحسَبُها ... قدْ أُلبِستْ حبَكاً أو غُشّيَتْ ورقا
أبو فراس:
والجوُّ ينثرُ دُرّاً غيراً منتظمِ ... والأرضُ بارزةٌ في ثوبِ كافورِ
والنرجسُ الغضُّ يحكي حُسنُ منظرِهِ ... صفراءَ صافيةً في كأسِ بلّورِ
المعوَّج:
أقبلَ الثلجُ في غلائلِ نورِ ... يتهادى كاللؤلؤِ المنثور
فكأنَّ السماءَ زُفَّتْ إلى ال ... أرضِ وصارَ النِّثارُ منْ كافورِ
كُشاجم:
اشرَبْ فهذي صبيحةٌ قَرَّهْ ... واليومُ يومٌ سماؤُهُ ثَرَّهْ
ثلجٌ وشمسٌ وصَوبٌ غاديَةٍ ... والأرضُ من كلِّ جانبٍ زهرَهْ
باتَتْ وقِيعانُها زَبرجَدَةٌ ... وأصبحَتْ قدْ تحوّلتْ دُرّهْ
كأنّها والثلوجُ تُضحِكُها ... تُعارُ ممّنْ أحبّه ثَغرَهْ
كأنَّ في الجوِّ أيدياً نثرَتْ ... ورْداً علينا فأسرعَتْ نثرَهْ
شابَتْ فسُرّتْ بذاكَ وابتهجتْ ... وكان عهدي بالشيبِ يُستكرَهْ
فاشرب عللا البلح من مُسعسعة ... كأنها في إنائها جمره
قد جُلِيَتْ في البياضِ بلدتُنا ... فاجلُ علينا الكؤوسَ في الحُمرَهْ
آخر:
الثلجُ يطرقُنا في كلِّ شارقةٍ ... كالقطنِ مُنتثراً من قوسِ حلاّجِ
أو كالدقيقِ منَ الحوّارِ تنخلُهُ ... أيدي مناخلَ ما نِيطَتْ بأشْراجِ
كأنّما الأرضُ منْ وقْعِ الجليدِ بها ... زجاجةٌ قدْ دحاها كفُّ زَجّاجِ
كُشاجم:
الثلجُ يسقطُ أمْ لُجينٌ يُسبَكُ ... أمْ ذا حصى الكافورِ ظلَّ يُفرَّكُ
راحتْ بهِ الأرضُ الفضاءُ كأنّها ... منْ كلِّ ناحيةٍ بثغرِكَ تضحكُ
شابتْ مَفارِقُها فبيَّنَ ضِحكُها ... طرَباً وعهدي بالمَشيبِ تَنسُّكُ
أوْفى على خُضْرِ الغصونِ فأصبحَتْ ... كالدرِّ في قُضْبِ الزمرُّدِ يُسلَكُ
وتَزيَّتِ الأشجارُ منهُ مُلاءَةً ... عمّا قليلٍ بالرياحِ تَهتَّكُ
فالأرضُ من أرَجِ الهواءِ كأنّها ... ثَوبٌ يُعَنْبَرُ تارةً ويُمسَّكُ
كانتْ لعودِ الهندِ طُرِّيَ فانكفا ... بعدَ النَّضارةِ وهوَ أسودُ أحلَكُ
فاستنطِق كعودِ الصَّموتَ فإنّما ... تتحرّكُ الأطرابُ حينَ يُحرَّكُ
الرقي:
رأيْتُ سَحاباً في الصباحِ فحَثَّني ... على زَهَراتٍ للصَّبوحِ تُؤلَّفُ

اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست