اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء الجزء : 1 صفحة : 122
وقد ألِفتُ حِجرَ الدنانِ وليدةٌ ... كما ألِفَ الولدانُ حِجرَ الحواضِنِ
فقد أخذْتُ من ريحِها وصفائِها ... وقوّتِها والطعمِ كلَّ المحاسنِ
أبو نواس:
قهوةٌ عُمِيَ عنها ... ناظِرا رَيبِ المَنونِ
عُتّقتْ في الدنِّ حتى ... هيَ في رِقّةِ ديني
ثمَّ شُجّتْ فأدارَتْ ... فوقَها مثلَ العيونِ
حَدَقاً ترنو إلينا ... لم تُحَجَّرْ بجفونِ
إسحق بن الصباح:
حبسوها في الدنِّ عاماً فعاما ... فهْيَ نورٌ قد قنّعوها ظلاما
طبختْها الشِّعرى العَبورُ وأذكَتْ ... نارَها في قرارِها الأعواما
فهيَ في دنِّها شعاعٌ نَضيدٌ ... تَحسرُ العينَ أو نسيماً رُكاما
فإذا ما اجتليتَها فهيَ شمسٌ ... أشعروها من الزجاجِ غَماما
ابن مناذر:
ما من لذاذةِ نفسٍ أو مَطالبها ... إلا وثُلمتُها تنسدُّ بالراحِ
حمراءُ محبوسةٌ في الدُّنِّ مُذْ زمنٍ ... رهينةً بينَ وِعرانٍ وأقداحِ
نورٌ مُصاصٌ بلا شَوبٍ ولا كدَرِ ... ولا هباءٍ على حافاتِ أقداحِ
تَسورُ في الراحِ منها سَورةٌ عجبٌ ... تسطو عليهِ إلى أنْ يسكرَ الصاحي
الباب الرابع
خروجها بالبزال
أبو نواس:
فَضَضْتُ خِتامَها والليلُ داجٍ ... فدرَّتْ دَرَّةَ الودَجِ الطَّعينِ
بكفِّ أغنَّ مُخْتَضِبٍ بَناناً ... مُذالِ الصُّدغِ مضفورِ القرونِ
لنا منهُ بعينيهِ عِداتٌ ... يخاطبُنا بها كسرُ الجفونِ
كأنَّ الشمسَ مقبلةٌ بشمسٍ ... إلينا في قلائدِ ياسمينِ
أخذ البيت الثالث من قول ذي الرمة:
ولم يستطعْ إلفٌ لإلفٍ تحيّةً ... منَ القومِ إلاّ أنْ يُسلِّمَ حاجبُهْ
وأخذ من أبو نواس الرقاشي حيث يقول:
وفي غمزِ الحواجبِ مُستراحٌ ... لحاجاتِ المحبِّ إلى الحبيبِ
ابن المعتز:
بُزلَتْ كمثلِ سَبيكةٍ فدْ أفرغَتْ ... أو حيّةٍ وثبَتْ منَ الرَّمضاءِ
وتوقَّدتْ في ليلةٍ من قارِها ... كتوقّدِ المَرّيخِ في الظَّلماءِ
أبو نواس:
ثم توجّأْتُ خصرَها بشَبا الأشفى فجاءَتْ كأنّها اللهبُ
فاسْتَوْسَقَ الشُّربَ للنَّدامِ وأجراها علينا اللُّجينُ والغَرَبُ
الصنوبري:
ما زالَ يقبضُ روحَ الدنِّ مِبزلُهُ ... كما تغلغلَ سِلكُ الدرِّ في الثَّقبِ
وأمطرُ الكأسُ ماءٌ من أبارقِهِ ... فأنبتَ الدرُّ في أرضٍ من الذهبِ
وسبّحَ القومُ لمّا أنْ رأوا عجباً ... نوراً من الماءِ في نارٍ منَ العِنبِ
ابن المعتز:
مُسنَّدةٌ قامتْ ثلاثينَ حجّةً ... كواضعةٍ رِجلاً وقدْ رفعَتْ رِجْلا
فأخرجَ بالمبزالِ منها سَبيكةً ... كما فتلَ الصَّواغُ خَلخالَهُ فَتلا
آخر:
ومُدامةٍ فُتلتْ فأش ... بَهَ فَتلُها فتلَ السواري
لي من زُجاجتِها ومن ... ها لَمحتا نورٍ ونارِ
الباب الخامس خروجها من الإبريق وصفات الإبريق
آخر:
سعى إلى الدنِّ بالمبزالِ ينقُرُهُ ... ساقٍ توشّحَ بالمنديلِ حينَ وثَبْ
لمّا وَجاها بدَت صفراءَ صافيةً ... كأنّما قدَّ سَيراً منْ أديمِ ذهَبْ
أبو نواس:
فقام كالغصنِ قد شُدّتْ مناطقُهُ ... ظبيٌّ يكادُ من التهييفِ ينعقِدُ
فاستلَّها من فمِ الإبريقِ صافيةً ... مثلَ السِّنانِ جرى واستمسكَ الجسدُ
الخليع:
يا طيبَها قهوةً حمراءَ صافيةً ... كدمعِ مفجوعةٍ بالإلفِ مغيارِ
كأنَّ إبريقنا والخمرُ في فمهِ ... طيرٌ تناولَ ياقوتاً بمنقارِ
أحمد بن أبي كامل:
اشربْ فقد شرَّدَ ضَوْ ... ءُ الصُّبحِ عنا الظُّلَما
وانبسطَ النورُ على ... وجهِ الثرى مُبتسما
كأنّما أطلعَ ما ... ءُ المزنِ فيه أنجُما
وصوّبَ الإبريقُ في ال ... كأسِ مداماً عندما
كأنّهُ إذْ مجَّهُ ... مُقهقِهٌ يبكي دما
والبة بن الحباب في الإبريق:
إبريقُنا مُصَلٍّ ... يضحكُ في صلاتِهْ
يكِبُّ ثمّ يُقعي ... كالظبيِ في فَلاتِهْ
يمجُّ كلَّ شيءٍ ... يمرُّ في لَهاتِهْ
ومنه أخذ أبو نواس قوله:
اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء الجزء : 1 صفحة : 122