اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء الجزء : 1 صفحة : 119
قال هو بيت الريبة، من مَخرتِ السفينةُ إذا جرت تَمخر، فسمي بذلك لما يجري فيه من الفساد، وبنات مَخْرٍ سحائب يأتين من قبُل الصيف منتصباتٍ لجريِها في الهواء وانسحابها.
قال طرفة:
كبناتِ المَخْرِ يمأدْنَ إذا ... أنبتَ الصيفُ عساليجَ الخَضِرْ
فهو فاعولٌ من المَخر، كالصاقور فأس عظيمة تُكسر بها الحجارة وهو فاعولٌ من الصقر ضربُ الحجارةِ بعضها ببعض؛ والجارود من الجَرْد.
قال الشاعر:
........ ... كما جرّدَ الجارودُ بكرَ بنَ وائلِ
والصاروج دخيلٌ في العربية لاجتماع الصاد مع الجيم في كلمة، وليس في كلامهم صَرج، وأما الصنج والصَّنجة ففارسي معرب.
الناجود
كل إناء يُجعل فيه الشراب من جَفنة أو غيرها، وهو فاعول من النَّجْد، وهو الطريق المرتفع، والنُّجود ما يُنجد به البيتُ لارتفاعه على العاتق. ومنه استنجدَني فلانٌ فأنجدتُه، أي غلّبته على خصمه وجعلته تحته.
قال زهير:
شَجَّ السُّقاةُ على ناجودِها شَبِماً ... من ماءِ لِينةَ لا طَرْقاً ولا رَنِقا
وقد يسمون الشراب ناجوداً حسب تسمية الشيء باسم غيره إذا كان مجاوراً له، أو كان لسبب. الراقود
حُبٌّ كهيئة الإردَبَّة، وهو فاعولٌ من رقْد، وهو جبل لاستحصافه وصلابته.
قال ذو الرمة:
تَفُضُّ الحصى عن مُجْمَراتٍ وقيعةٍ ... كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمتْها المَناقرُ
وقال القطامي:
استودعوها رواقيداً مُقيَّرةً ... دُكنَ الظواهرِ قدْ بُرنسنَ بالطينِ
ويسمون الإبريق تامورةً.
قال الأعشى:
وإذا لَها تامورةٌ ... مرفوعةٌ لشرابِها
الراووق
المِصفاة وهو فاعول، من راقَني الشيء أعجبني، وشيء رائق ورقراق الشرابِ لأنه يروق العيون. والرقراقة المرأة الرقيقة البشرة، الرائقة الحسن.
قال ذو الرمة:
........... ... وأقبلن رقراقاتُهنَّ الملائحُ
وروْقَ الشبابِ أوله، وغلمان روقَةٌ حِسان النواظر، والرُّواق فُعال منه. ورَيّق الغيثُ أوله، والشباب أيضاً، وهو فَعيلٌ أصله رَيْوِق، فقُلبت الواو ياءً ثم أدغمت إحداهما في الأخرى، ومثله سيدٌ وأصله سَيْوِد، وللفرّاء فيه قول آخر، ورجلٌ رَيّق إذا كان على الريق لم يُطعم شيئاً. وفي ذكر الريق قد أحسن ابن أحمر:
.......... ... وقدْ يدوِّمُ ريقَ الطامعِ الأملُ
أي يبلّه.
الفِدام
كِرباسةٌ تُشدّ على فم الإبريق وهو فِعال من قولهم لم صبغٌ مُفدّم إذا كان خاثراً مُشبعاً، والفَدْم منه مأخوذ. قال الهذلي:
ولا بطلاً إذا الكماةُ تزيّنوا ... لدى غَمراتِ الموتِ بالحالكِ الفَدْمِ
يريد الدم لخثورته يسوَدّ. والغُمَر القدح الصغير من قولهم تغمّر الرجل دون الري أي فيه حاجة. والصحن القدح الكبير يروّي العشرين كأنه شُبه بالصحن. وصحنْتُ بين القوم أصلحت بينهم. والعُسّ أكبر من الغُمر والتِّبْن أكبر الأقداح. أبو عمرو: والكِتْن القدح. قال الأصمعي: المِصحاة إناءٌ لا أدري من أي شيء هو، وقد بيّنه أوس بن حجر:
إذا سُلَّ مِن غمدٍ تأكّلَ أثرُهُ ... على مثلِ مصحاةِ اللجينِ تأكُّلا
والقَعْبُ القدحُ الصغير. ولهذا وصفوا الحافر بالتعقيب.
قال عوف:
لها حافرٌ مثلُ قعبِ الوليدِ ... يتخذُ الفأر فيهِ مَغارا
والرَّفْد القدح الكبير لأنه يرفد شاربه.
قال الأعشى:
رُبَّ رِفْدٍ هرَقْتُهُ ذلك اليو ... مَ وأسرى من معشرٍ أقتالِ
وجُمام القدح ملؤه، وقدحٌ جَمّام، وقد أجمَمتُه. قال أبو الهذلي:
متكئاً يقرعُ أبوابَهُ ... كالقدحِ والجَفنةِ والقَروِ
وقال الكسائي هو القدح.
وقال الأعشى:
أرمي به البيدَ إذا هجَّرتْ ... وأنتَ بين القروِ والعاصرِ
ويقال مزجت الشراب وشعشعته وصفّقته وأعرقته فهو مُعرَق، وأخفستُه فهو مُخفَس، وقطَبتُه وأنا قاطب، وأقطبته فأنا مُقطِب إذا أكثرت مزاجه. قال:
......... ... يقطّبهُ بالعنبرِ الوردِ مُقطِبُ
وأصل القَطبِ الجمع، والقُطوب في الوجه منه.
قال:
......... ... يَشلُّ بناتِ الأخدريِّ ويُقطِبُ
أي يطرد ويجمع، وجاؤوا قاطبةً أي جميعاً، وقُطب الفلك منه. قال:
........ ... قَطيبانِ شتّى من حليبٍ وحازِرِ
اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء الجزء : 1 صفحة : 119