responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 59
يا ليتني من قبل مهلك صاحبي ... غيّبت في جدث عليّ صخور
فلتحدثنّ بدائع من بعد ... هـ تعيا بهنّ جوانح وصدور
وقال أبو بكر أيضا:/ [البسيط]
باتت تأوّبني هموم حشّد ... مثل الصخور فأمست هدّت الجسدا
يا ليتني حيث نبّئت الغداة به ... قالوا الرسول قد امسى ميتا فقدا
ليت القيامة قامت بعد مهلكه ... ولا نرى بعده مالا ولا ولدا
والله آسى على شىء فجعت به ... من البريّة حتى أدخل اللحدا
كم لي بعدك من همّ ينصّبني ... إذا تذكرت أنّي لا أراك ابدا
كان المصفّى في الأخلاق قد علموا ... وفي العفاف فلم نعدل به أحدا
نفسي فداؤك من ميت ومن بدن ... ما أطيب الذكر والأخلاق والجسدا
وقال عبد الله بن أنيس [1] : [الطويل]
تطاول ليلي واعترتني القوارع ... وخطب جليل للبلية جامع
غداة نعى الناعي إلينا محمدا ... وتلك التي تستكّ منها المسامع [2]
فلو ردّ ميتا قتل نفس قتلتها ... ولكنه لا يدفع الموت دافع
فآليت لا آسى على هلك هالك ... من الناس ما أوفى ثبير وفارع [3]
ولكنني باك عليه ومتبع ... مصيبته إنّي إلى الله راجع
وقد قبض الله النبيين قبله ... وعاد أصيبت بالرّزى والتبابع
فياليت شعري من يقوم بأمرنا ... وهل في قريش من إمام ينازع
ثلاثة رهط من قريش هم هم ... أزمّة هذا الأمر والله صانع
عليّ أو الصدّيق أو عمر لها ... وليس لها بعد الثلاثة رابع
فان قال منّا قائل غير هذه ... أبينا وقلنا الله راء وسامع
فيا لقريش قلّدوا الأمر بعضهم ... فانّ صحيح القول للناس نافع

[1] عبد الله بن أنيس أبو يحيى من بني وبرة من قضاعة، صحابي من القادة الشجعان، قاد بعض السرايا في العصر النبوي، توفي سنة 54 هـ. (الأعلام 4/73) .
[2] في حاشية ب: تستك اصطلام الأذنين أو قطع الأذنين. وفي حاشية ل: تستك: اسطلاب الأذنين، وهو قلع الأذنين. قلت: سك: أصيب بالصمم، وصمّت الأذن، وسكت أذنه: إذا صغرت ولصقت برأسه.
[3] في حاشية ل: فارع: جبل بالمدينة، وثبير: جبل بقرب منى.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست