اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 290
قد كان مضطلعا بالبين يحمله ... فضلّعت بخطوب البين أضلعه
يكفيك من لوعة التفنيد أنّ له ... من النّوى كلّ يوم ما يروّعه [1]
ما آب من سفر إلا وأزعجه ... رأيّ على سفر بالرغم يجمعه [2]
تأبى المطالب إلا أن تجشمه ... للرزق كدحا وكم ممّن يودعه [3]
كأنّما هو في حلّ ومرتحل ... موكلّ بفضاء الأرض يذرعه
إذا الزماع أراه في الرحيل غنى ... ولو إلى السند أضحى وهو مربعه [4]
وما مجاهدة الإنسان واصلة ... رزقا ولا دعة الإنسان تقطعه
قد وزّع الله بين الناس رزقهم ... لم يخلق الله من خلق يضيّعه [5]
لكنّهم كلّفوا رزقا فلست ترى ... مسترزقا وسوى الغايات تقنعه [6]
والحرص في الرزق والأرزاق قد قس ... مت بغي ألا إنّ بغي المرء يصرعه [7]
والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه ... إربا ويمنعه من حيث يطمعه [8]
أستودع الله في بغداد لي قمرا ... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودّعته وبودّي لو يودّعني ... صفو الحياة وأنّي لا أودّعه [9]
وكم تشفّع في أن لا أفارقه ... وللضرورة حال لا تشفّعه [10]
وكم تشبّث بي خوف الفراق ضحى ... وأدمعي مستهلات وأدمعه [11]
لا أكذب الله ثوب العذر منخرق ... عنّي بفرقته لكن أرقّعه
[1] الثمرات: يكفيه من لوعة، ب: من روعة التقليد.
[2] الثمرات: رأي إلى سفر بالرغم يتبعه. الطبقات: رأي إلى سفر بالعزم يجمعه.
[3] في الطبقات والثمرات: تأبى المطامع. الثمرات: للرزق كدا.
[4] في الثمرات: أضحى وهو يزمعه.
[5] في الثمرات: والله قسم بين الناس رزقهم. في الطبقات: والله قسم بين الخلق رزقهم. الثمرات والطبقات: لم يخلق الله مخلوقا يضيعه.
[6] الثمرات والطبقات: لكنهم ملئوا حرصا فلست ترى. الطبقات: سوى الفاقات تقنعه.
[7] الطبقات والثمرات: والحرص في المرء.
[8] في الطبقات والثمرات:
والدهر يعطي الفتى ما ليس يطلبه ... حقا ويطمعه من حيث يمنعه
[9] في ب، ش، ل: وبودي أن يودعني. الثمرات: لو يودعني طيب الحياة.
[10] في ع والثمرات: كم قد تشفع بي. الطبقات: وكم تشفع بي، في ع: وللضرورات حال.
[11] الطبقات والثمرات: وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 290