اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 278
قد ذقت وصلكم دهرا فلا وأبي ... ما طاب لي الأسمران الخمر والعسل [1]
وقد هرمت أسى في حبّكم وجوى ... وشبّ مني اثنتان: الحرص والأمل
غدرتم أو مللتم يا ذوي ثقتي ... وبئست الخلتان الغدر والملل
عطفا علينا ولا تبغوا بنا بدلا ... فما استوى التابعان العطف والبدل
قالوا كبرت ولم تبرح كذا غزلا ... أودى بك الفاضحان الشيب والغزل
لم أنس يوم تدانوا للرحيل ضحى ... وقرّب المركبان: الطّرف والجمل
وأشرقت بهواديهم هوادجهم ... ولاحت الزينتان: الحلي والحلل
كم عفّروا بين أيدي العيس من بطل ... أذابه المضنيان: الغنج والكحل
دارت عليهم كؤوس الحبّ مترعة ... وإنما المسكران: الراح والمقل
وآخرون اشتفوا منهم بضمّهم ... يا حبذا الشافيان: الضمّ والقبل
قال شرف الدين المبارك بن أحمد الإربلي المعروف بابن المستوفي [2] : عملت في نومي بيتين، وهما [3] : [المتقارب]
وبتنا جميعا وبات الغيور ... يعضّ يديه علينا حنق [4]
نود غراما لو انّا نباع ... سواد الدجى بسواد الحدق
ومن شعره، ما كتب به إلى مظفر الدين صاحب إربل [5] : [الكامل]
يا أيّها الملك الذي سطواته ... من فعلها يتعجّب المريخ
آيات جودك محكم تنزيلها ... لا ناسخ فيها ولا منسوخ
ورثاه أبو العز يوسف بن النفيس الإربلي [6] بقوله: [الوافر]
[1] في ب: الخل والعسل. [2] ابن المستوفي: كان إماما في الحديث، ماهرا في فنون الأدب من النحو واللغة والعروض وعلم البيان وأشعار العرب وأخبارها وأمثالها، صنف تاريخ إربل، وشرح ديوان المتنبي وأبي تمام، توفي سنة 637 هـ. (بغية الوعاة 2/272، وفيات الأعيان 3/296) . [3] البيتان في وفيات الأعيان 3/296) .
[4] في ب: (وتبنا جميعا وتاب الغيور) . وهو تصحيف من الناسخ. [5] مظفر الدين: الملك المعظم أبو سعيد كوكبوري بن أبي الحسن علي بن بكتكيتبن محمد، صاحب إربل، توفي سنة 630 هـ. (وفيات الأعيان 3/270) . البيتان من أربعة أبيات في وفيات الأعيان 3/296. [6] يوسف بن النفيس الإربلي: المعروف بشيطان الشام، ولد بإربل وتوفي بالموصل سنة 638 هـ. (وفيات الأعيان 3/296) . والبيتان فيه في الصفحة نفسها.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 278