responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 262
وزلت فما ودق النّوال بهاطل ... وغبت فما برق المنى باسم الثّغر
وأوحش روض العلم منك وأفقه ... فذاك بلا زهر وهذا بلا زهر
تكاملت أوصافا وفضلا وسؤددا ... ولا بدّ من نقص فكان من العمر
نحاك بهاء الدين ما لا يرده ... إذا ما أتى تدبير زيد ولا عمرو
لئن غادرتك الأرض حملا ببطنها ... فانّا حملنا كلّ قاصمة الظهر
وأطلقت مني دمع عيني بأسره ... وصيّرت منّي مطلق القلب في أسر
بكت عين شمس الأفق للبدر موت من ... مناقبه تزهو على الأنجم الزّهر
تبوّأ بالفردوس ممدود ظلّه ... وأصبح من قصر يسير إلى قصر
توقّع قلب النيل فقدان ذاته ... ألست تراه في احتراق وفي كسر
أضاء بشمس منه مغرب لحده ... وأظلم لما أن مضى مطلع البدر [1]
لئن عطّرت أعماله ترب قبره ... سيبعث في يوم اللّقا طيّب النّشر
فلا حول لي بالصبر من بعد يوم ... من بكته عيون الناس في الحول والشهر
وقد كان شهدي حلو منطقه فقد ... ترحّل لا شهدي أقام ولا صبري
ولو أنّ عيني يطرق النوم جفنها ... تعلّلت بالطيف الذي منه لي يسري
تطهّر أخلاقا ونفسا وعنصرا ... وصار لجنّات الرضا كامل الطّهر
ثوى في الثرى جسما ولكنّ روحه ... سمت نحو علّيين عالية القدر
فروّاه تحت التّرب لله درّه ... سحاب من الغفران متّصل الدّرّ
ووافاه رضوان برضوان ربّه ... بشيرا ولاقى ما يؤمّل من ذخر [2]
وحيّاه ريحان الإله وروحه ... وآنسه بالعفو في وحشة القبر
عفا الله عن ذاك المحيّا فانّه ... محلّى بأنواع البشاشة والبشر
مع السلف الماضين يذكر فضله ... ويحسب وهو الصدر من ذلك الصدر
لقد عطّلت منه الرياسة جيدها ... وقد كان حلّاها بعقد من الفخر
وطرف الدواة الأسود ابيضّ بعده ... من الحزن يشكو فقد أقلامه الخضر
لقد كان في التفسير للذكر آية ... يفوق إذا قابلته بفتى حبر

[1] في الأصل، ب: لما مضى، بسقوط (أن) .
[2] في ب: ووفّاه رضوان.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست