اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 253
لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن شرف [1] الجذامي القيرواني [2] : [الخفيف]
قل لمن لم ير المعاصر شيئا ... ويرى للأوائل التقديما
إنّ ذاك القديم كان جديدا ... وسيغدو هذا الجديد قديما
في تذكرة ابن مكتوم [3] ، في ترجمة أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن خلف القيسي المعروف بابن النشّاء [4] ، أنه رأى قبل موته هاتفا ينشده في النوم: [مخلع البسيط]
يا لهف نفسي على شبابي ... كنت أليفا فعدت لاما [5]
فذيله بقوله:
قد ذهب الأطيبان منّي ... وانصرمت لذّتي انصراما
ورقّ جلدي ودقّ عظمي ... وأشبهت لمّتي الثغاما
وقلّ نومي فليت أنّي ... بدّلت من عيشي الحماما [6]
فليس لي في الحياة خير ... ولست أرجو له دواما
فكيف ألهو بها وسقمي ... قد خالط الجلد والعظاما [7]
وناظري ما يحقّ مرأى ... ومسمعي ما يعي كلاما
وقوّتي قد وهت فما إن ... أطيق مشيا ولا قياما
يبدل من عاش من قوام ... حنا ومن صحة سقاما [1] ابن شرف القيرواني: محمد بن أبي سعيد، ولد في مدينة القيروان، كان شاعرا مجيدا متصرفا في فنون الشعر، وهو أحد شعراء المعز بن باديس، تنقل في مدن الأندلس، له من الكتب: أعلام الكلام، وأبكار الأفكار، وله ديوان مطبوع، وتوفي بطليطلة سنة 460 هـ. (خريدة القصر 2/224، الذخيرة ق 4، م 1، ص 169، فوات الوفيات 3/361، معجم الأدباء 6/2638، الشعور بالعور ص 208) . [2] البيتان في ديوان ابن شرف القيرواني ص 97 تحقيق حسن ذكرى حسن، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة 1983. [3] ابن مكتوم: أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم القيسي، عالم بالتراجم، له معرفة بالتفسير وفقه الحنفية، له نظم جيد، من كتبه: التذكرة، والدر اللقيط من البحر المحيط، والجمع المتناه في أخبار النحاه، توفي بالقاهرة سنة 749 هـ. (الدرر الكامنة 1/174، الجواهر المضية 1/75، كشف الظنون 1/226) . [4] في الأصل وب وش: ابن البشاء، والصواب: النشاء كما في بغية الوعاة، وهو من أهل الفقه والأدب والعربية والتاريخ، وله نظم ونثر، اختصر العقد الفريد، وتوفي في حدود السبعمائة وقد بلغ الثمانين، والخبر والقصيدة في بغية الوعاة 1/417.
[5] في بغية الوعاة 1/417: يا لهف قلبي.
[6] في ب، ل: بدلت من بعد عيشي الحماما. بزيادة (بعد) وبها يختل الوزن.
[7] في ش، ل: قد خالط الجسم والعظاما.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 253