اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 159
وإنّ عناء أن تفهّم جاهلا ... فيحسب جهلا أنه منك أعلم
متى يبلغ البنيان يوما تمامه ... إذا كنت تبنيه وآخر يهدم في كتاب البسملة لأبي شامة
[1] أنبأنا غير واحد عن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن العساكري، قال: سمعت أبا الحسن علي بن المسلم الفقيه يقول: سمعت الشيخ الإمام الفقيه الزاهد أبا الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي، يقول: حدثني عبد الله السقا شيخ صالح كان يجاور الجامع ببيت المقدس، قال: كنت أقرأ كل ليلة سورة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
[2] مائتي مرة، ولا أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، فرأيت في بعض الليالي مائتي شاة مقطعة الرؤوس، وقائل يقول:
هذه لك، فقلت: فلم هي مقطعة الرؤوس؟ فقال: لأنك لم تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.
قال أبو شامة: ويشبه هذا منام آخر ذكره أبو المحاسن الردياني في كتابه البحر، عن أبي سهل الأبيوردي أن خطيبا ببخارى من جملة العلماء والزهاد، رأى خبرا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
ألف مرة، دفع الله عنه وجع السن، ولا ييجع أبدا، فوجع سنّه فقرأها ألف مرة فلم يزل الوجع، وزاد، فنام فرأى رسول الله صلّى الله عليه وسلم في المنام/ فسأله عن وجع السن وعما فعل، فقال: رأيت خبرا عنك يا رسول الله، كذا، وفعلت كذا، فلم يسكن وجعي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: لأنك قرأتها بلا تسمية، فاقرأها بالتسمية، فانتبه فقرأها مع التسمية، فرفع الله تعالى عنه وجع السن، ولم يعد.
بعضهم: [الطويل]
وأكثر من تلقى يسرّك قوله ... ولكن قليلا من يسرّك فعله
وقد كان حسن الظنّ بعض مذاهبي ... فأدّبني هذا الزمان وأهله
في بعض كتب الهند: ليس من خلّة يمدح بها الغني، إلا ذمّ بها الفقير، فان كان شجاعا، قيل أهوج، وإن كان وقورا، قيل بليد، وإن كان لسنا قيل مهذار، وإن كان زمّيتا، قيل عيي.
قيل في التوراة: امدد يدك لباب من العمل، أفتح لك بابا من الرزق.
أنشد الطيبي [3] في حاشية الكشاف: [السريع]
[1] أبو شامة: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي، توفي سنة 665 هـ. (فوات الوفيات 2/269) .
[2] سورة الإخلاص 1. [3] الطيبي: الحسن بن محمد بن عبد الله الطيبي، إمام مشهور وعلامة في العربية والمعاني والبيان، صنف شرح الكشاف، توفي سنة 743 هـ. (بغية الوعاة 1/522، الكنى والألقاب 2/451) .
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 159