اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 123
حدثنا الفضل بن دكين، عن موسى بن أبي علي [1] عن أبيه: أن رجلا اكتنى بأبي عيسى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (إن عيسى لا أب له) [2] . وأخرج عن أسلم أن عمر ضرب ابنا له اكتنى بأبي عيسى، وقال: إن عيسى ليس له أب [3] /. وأخرج عن مسروق قال:
كان رجل بالبادية له كلب وحمار وديك، فالديك يوقظهم للصلاة، والحمار ينقلون عليه الماء وينتفعون به ويحمل لهم خباء هم، والكلب يحرسهم، فجاء ثعلب فأخذ الديك، فحزنوا لذهاب الديك، وكان الرجل صالحا فقال: عسى أن يكون خيرا، فمكثوا ما شاء الله، ثم جاء ذئب فشق بطن الحمار فقتله، فحزنوا لذهاب الحمار، فقال الرجل: عسى أن يكون خيرا، ثم مكثوا بعد ذلك ما شاء الله، ثم أصيب الكلب، فقال الرجل: عسى أن يكون خيرا، فلما أصبحوا نظروا، فاذا هو قد سبي من حولهم ويقوا هم، قال: فانما أخذ أولئك بما كان عندهم من الصوت، ولم يكن عند أولئك شىء يجلب، قد ذهب كلبهم وحمارهم وديكهم.
وأخرج عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: أنه نهى البريد أن يجعل في طرف السوط حديدة ينخس بها الدابة [4] . وأخرج عن مطرف أنه كان يقول: لو كان الخير في كفّ أحدنا ما استطاع أن يفرغه في قلبه. حدثني أبو خالد الأحمر، حدثني من لا أتهم عن ابن منبه، أنه جلس هو وطاووس ونحوهم من أهل ذلك الزمان، فذكروا: أيّ أمر الله أسرع، فقال بعضهم: قول الله كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ
[5] ، وقال بعضهم: السرير حين أتي به سليمان، فقال ابن منبه: أسرع أمر الله أن يونس على حافة السفينة إذ أوحى الله إلى نون من نيل مصر، قال: فما خرّ من حافتها إلا في جوفه [6] .
وأخرج عن الحسن قال: اطلب العلم طلبا لا يضر بالعبادة، واطلب العبادة طلبا/ لا يضر بالعلم، فان من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح. وأخرج عن الحسن قال:
إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا، فنافسه في الآخرة [7] . حدثني الفضل بن دكين، عن موسى بن قيس، عن سلمة بن كهيل [8] قال: لو كان المؤمن على قصبة في البحر لقيّض الله له من يؤذيه. وأخرج عن كعب قال: والله ما استقر لعبد ثناء في الأرض، حتى يستقر في أهل السماء. [1] موسى بن علي بن رباح توفي سنة 163 هـ. (طبقات العصفري ص 296) . [2] مصنف ابن أبي شيبة 13/284. [3] مختصر سنن أبي داود- سليمان السجستاني 7/259. [4] مصنف ابن أبي شيبة 13/471.
[5] سورة النحل الآية 77، وتمام الآية: وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ. [6] الحلية 4/50. [7] أمالي المرتضى 1/158. [8] سلمة بن كهيل: حضرمي توفي سنة 122 هـ. (طبقات العصفري ص 163) .
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 123